أكد وزير الثقافة أن الإصرار على إقامة مهرجان سينما الأطفال بعد غياب طويل، إنما هو قمة التحدي لموجات الإرهاب التي تضرب مصر في الداخل، وفي الخارج أيضًا، على أيدي الوحوش الجدد الذين لايمتون للإنسانية، أو الأديان، بأي صلة، بحسب وصفه. وأضاف عصفور، خلال كلمته في تدشين المهرجان، الذي تنطلق فعالياته، في الفترة من 20 - 27 مارس القادم، أن مواجهة هؤلاء البرابرة الجدد هذه المرة، ستبدأ من زهور الوطن، عبر هذا المهرجان التنويري، التثقيفي، التوعوي، الذي سيزودهم بأدوات المواجهة، من حرية الفكر، والتحضر الإنساني، واحترام الأخر، ليكونوا مع الكبار، من كل فئات الوطن حائط الصد الصلد في الحرب ضد المتطرفين، والإرهابيين، وفكرهم الأسود، مشددًا على أن الوزارة لن تكف عن ضخ المزيد من تلك المهرجانات النوعية، للصغار، قبل الكبار، لأنهم المستقبل، الذي تسعى لتشكيل فكره على أسس التنوير، والتسامح، والمحبة التي نادى بها ديننا الإسلامي الحنيف، بل وكل الأديان السماوية، ليتكون جيل جديد قادر على إدارة البلاد بحكمة الأجداد، وحنكة الآباء، ومهارة الأبناء وتجددهم. وختم الوزير كلمته بتحية كل الأطفال الحاضرين، والمشاركين بالمهرجان، داعيًا إياهم للفخر ببلدهم، والتزود من خبرات الأجيال السالفة والحالية، ليحملوا راية التنوير، والانتماء، وحب الوطن من بعدهم، كما حملوها من قبل عبر العصور، من الزعماء، وقادة الفكر والسياسة، كمصطفى كامل، ومحمد فريد، وجمال عبد الناصر، وغيرهم كثيرون، قائلًا لهم : " أنتم هنا بأفلامكم وفنونكم تصنعون أفقا جديدا للمستقبل المصري"، ثم هتف ومن خلفه الحضور : تحيا مصر، ثلاث مرات. وبدوره، ألقي محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، كلمة، أعرب فيها عن سعادته بعقد هذه الدورة، الذي اعتبرها فارقة في ذلك التوقيت، لحماية جيل الغد من براثن التعصب الديني، والفكري، بغطاء الفن التنويري الهادف، واعدًا ان تكون تلك الدورة مختلفة، ومتفردة، ومتميزة بفعالياتها، التي ستتنوع مابين الأفلام الروائية، والقصيرة، والوثائقية ، والبرامج التلفزيونية، والرسوم المتحركة. وأعقبه الفنان محمد صبحي، الذي بدأ كلمته بجملته من مسلسله المعروف، عائلة ونيس: أولادي .. فلذات أكبادي"، وقال:" إن الطفل قوة كل أمة، تتجاذبه قوتان : الوطن، وأعدائه، إذا علينا أن نكون نحن الوطن القوة الأشد، لنجذبه إلينا بالفن الجميل الهادف، الذي يروي العقول بالحق، والإنسانية، وحب الجمال، والحياة، ورفض العنف والتطرف، لننتظر بعد 20 عاما ان يقود مصرنا الغالية جيل متفتح، متحرر، يمنح العقل قيمة كبيرة". وأضاف: "وحتى نحقق هذا الهدف السامي النبيل، أطالب بمعلم قدوة يقدم العلم والأخلاق بلا مقابل، وفنان قدوة يقدم فنًا راقيا يسمو بالوجدان، هادفًا يخاطب العقل، جميلا يعشق الجمال، ورسالتي للعالم اجمع ان الأعداء عندما يريدون هدم أمة فانهم يتجهون للأطفال والشباب لتقويض أركانها، ولكننا سنبني أبناءنا على العدالة، والحرية، والديمقراطية، لنحمي بهم بلدنا، و وتطمئن قلوبنا وعقولنا على المستقبل". جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان ستحتوي مسابقة للأفلام روائية الطويلة، والقصيرة، والوثائقية، وأخرى لأفلام التحريك والبرامج التلفزيونية، على ان تتكون لجنتين لتحكيم المسابقتين من المتخصصين، والأطفال، وستكون هناك عروض للأفلام الحاصلة على جوائز، وندوات عامة، وورش فنية، وسوق للجمعيات الخيرية، ويومان خاصان لسينما فلسطين وإفريقيا، ولأول مرة ستشارك وزارة الشباب ممثلة في ادارة الطلائع، ومؤسسة "أيادي" للأطفال والمهمشين، وستقام العروض سينما، ومسرح مركز الهناجر، وحضارة 1 و 2، ومركز الإبداع الفني بالأوبرا.