قال الأثري العراقي عبدالأمير الحمداني، مدير هيئة آثار محافظة ذي قار في العراق سابقًا (2003-2010)، والباحث حاليًا في جامعة نيويورك، ل"بوابة الأهرام" إن القطع التى ظهرت في فيديو تحطيم داعش للتماثيل الأثرية فى متحف الموصل ونينوي أثرية ونادرة. وأشار الحمداني إلى أن هذه القطع تم استخراجها من المواقع الأثرية، مستبعدًا ما رددته بعض المواقع من أن من بين تلك التماثيل، تماثيل جبسية وغير أصلية. وأضاف الحمداني ل"بوابة الأهرام"، أن تلك التماثيل التى تم تحطيمها منها تماثيل الملوك والكهنة من مدينة الحضر، التي تعود إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، ومنها الأسد المجنّح من مدينة نمرود والمعروض في متحف الموصل أيضاً، ويعود إلى العصر الآشوري الحديث في القرن الثامن قبل الميلاد، ومسلة الإله نركول، وهي قطعة نادرة من حجر الكلس تظهر الإله نكول واقفًا وإلى جنبه رموز من بلاد وادي الرافدين، والأسد المجّنح من نمرود، وهو قطعة نادرة، ثم الثيران المجنّحة التي دمرت عند بوابة الإله نركال في مدنية نينوى التي تقع داخل الموصل، مؤكدًا أن الثيران عددها اثنان فقط وقد دمرتا كليًا. وأكد الحمداني أن كل تلك التماثيل هي قطع أثرية مهمة وأصيلة، وفقدانها يعد خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها. وأوضح الحمداني أن تلك التماثيل آشورية وحضرية (نسبة للحضر) لكنْ هناك أيضا قطع أثرية تعود لمختلف العصور التاريخية منها السومرية والبابلية، والحديث عن تلك القطع الأثرية النادرة يفتح الحديث عن الحضارة الرافدانية (ميسوبوتاميا- العراق القديم)، وهي من أول وأقدم الحضارات في العالم القديم، إن لم تكن أولّها، مشيرًا إلى أن الحضارة السومرية تبدأ من الألف الخامس إلى نهاية الألف الثالث قبل الميلاد (4500-2000 ق م)، والبابلية من بداية الألف الثاني إلى الألف الأول قبل الميلاد (2000-1500)، والآشورية (1200-600 ق م)، والحضري (القرنين الأول والثاني للميلاد). وأضاف أن العراق القديم شهد ظهور بواكير الحضارة الإنسانية، وقدّم للبشرية أول الاختراعات والابتكارات، منها المدن والمعابد ونظم الري والكتابة والحكم والقانون والشرائع والتعليم والموسيقى. وأكد الحمداني أن المواقع والمدن الأثرية والأبنية التراثية والتاريخية في محافظة نينوى، وبقية الأماكن التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، هي عرضة للتدمير والنهب والتخريب، مشيرًا إلى أن الحل في الحفاظ على ما تبقي من آثار العراق ينحصر في أن تقوم القوات العراقية باسترجاع تلك الأماكن من عصابات الإرهاب لكي تتم حماية الآثار، عدا ذلك فإن أهل تلك الأماكن تحت الضغط ولا يمكنهم فعل شيء، سواء موظفو الآثار وحراس المواقع الأثرية، قائلا: "الموضوع يتعلق بالجهد العسكري والأمني". يُذكر أن عبدالأمير الحمداني باحث في جامعة نيويورك، شغل منصب مدير الآثار في محافظة ذى قار العراقية، وكان على رأس فرق التنقيب عن الآثار في الجنوب العراقي، وشارك في مسح أكثر من 1200 موقع أثري، ويشارك فى جمعية الحفاظ على التراث العراقي. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :