قال عدد من الخبراء لبوابة الأهرام، إن تنظيم "داعش" الذي حطم التماثيل الأثرية بمتحف الموصل ونينوي هو أكبر متربح من تجارة الآثار للاستفادة منها في التسليح. ولم تكن العبارة التي أطلقها أحد المخربين المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي، خلال فيديو تخريب تماثيل متحف الموصل وآثار نينوي مجاورة تمامًا للصحة، حيث قائل " أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بإزالة التماثيل وطمسها، وفعل ذلك الصحابة من بعده لما فتحوا البلدان، وإن هذه التماثيل وهذه الأصنام عندما أمر الله بطمسها وإزالتها هانت علينا، ولا نبالي إن كانت بمليارات الدولارات"، حيث أن التنظيم يعتمد كثيرًا على قيمة مليارات الدولارات التي تعود عليها من بيع القطع الأثرية الصغيرة – السهل تهريبها والاتجار فيها –، ولولا أن تلك التماثيل التي ظهرت في مقطع الفيديو، كبيرة الحجم، مما يصعب تهريبها ومن ثم الاتجار فيها، لارتأى التنظيم أمرًا أخرًا غير تحطيمها، لكنه ومع ذلك لم يفوت فرصة الاتجار بها لكن هذه المرة كان دينيا بنمط استعراضي، بحسب الخبراء. يقول السيد عبد الأمير الحمداني، المتخصص بالتاريخ الأشوري وباحث أثري كان ضمن فريق التنقيب على الآثار في جنوبالعراق، إن هناك تقارير تشير إلى أعمال سرقة للآثار يتم تهريبها عن طريق تركيا والأردن . وطالب الحمداني في تصريحاته ل"بوابة الأهرام" المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على دول الجوار، تركيا خصوصًا، بمنع المشاركة في أن تكون أراضيها ممرًا لتهريب الآثار العراقية والسورية، كما اعتبر مجلس الأمن الدولي مطالب بأن يتخذ موقف مع قوات التحالف الدولي بالمراقبة الجوية للمواقع الأثرية المهمة، وليس فقط الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار . ويرجح حارث حسن، الباحث والكاتب عراقي، أن يكون داعش قد قام بتهريب القطع الصغيرة لأنها تمثل مصدر تمويل مهم له، ودمر القطع غير القابلة للحمل . وهو ما أكده "ويلي بروغيمان" رئيس الشرطة الاتحادية البلجيكية،في تصريح سابق لجريدة الشرق الأوسط، قائلا : إن تنظيم داعش يستخدم شبكته الواسعة ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل تجاوز الوسطاء التقليديين والوصول إلى المشترين بشكل مباشر، كما أكد أن سرقة الآثار وبيعها، بالإضافة إلى بيع النفط والفدى من الرهائن والابتزاز، هي أهم مصادر تمويل التنظيم الإرهابي. وتُظهِر صور التقطتها الرابطة الأميركية لتقدم العلوم عن طريق الأقمار الصناعية في شهر ديسمبر الماضي، وهي منظمة غير حكومية يقع مقرها في واشنطن، كيف يقوم مقاتلو "داعش" على نحو ممنهج بتفكيك ونهب المباني التاريخية في مقارهم في مدينة الرقة، المدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، حيث توجد أضرحة يعتبرها تنظيم داعش من البدع. كما أكد علي النجمي، الخبير والأستاذ الجامعي العراقي، للبي بي سي : أن الكارثة التى تواجه العراق هي في بيع داعش للكثير من القطع الآثارية الجديدة وغير المسجلة، بيعها في خارج العراق وجمع منها مبالغ طائلة، ونعتبر تركيا والأردن البوابتين الأهم للمتاجرة بالآثار العراقية، مشيرًا إلى أهمية أن يتدخل مجلس الآثار.