بدأت وحدات من الحماية المدنية في تونس بإجلاء العشرات من العائلات إثر بداية فيضان وادي مجردة الرئيسي شمال غرب البلاد فجر اليوم الجمعة. وذكرت تقارير إعلامية أن خطر الفيضانات أصبح يهدد القرى والتجمعات السكنية القريبة من وادي مجردة وعدد آخر من الأودية الفرعية في مدن باجة وجندوبة وبوسالم والكاف. وذكر مسؤولون أن منسوب المياه في وادي مجردة فاق 10 أمتار اليوم في مدينة بوسالم كما تجاوز 11 مترا في جندوبة بسبب هطول أمطارغزيرة منذ أيام. وقامت وحدات من الحماية المدنية بإجلاء 25 عائلة من مساكنهم اليوم الجمعة ونقلهم الى مركز إيواء جنوبباجة كما أجلت عائلات في عدد من القرى بجندوبة المجاورة إثر تسرب المياه الى منازلهم. وصعد الكثير من السكان إلى أسطح المنازل لتفادي المياه التي تسربت إلى بيوتهم. وفي مدينة ساقية سيدي يوسف التابعة لولاية الكاف جرفت مياه أحد الأودية شيخا لا يزال في عداد المفقودين. وفي منطقة فرنانة التابعة لولاية جندوبة تدخلت مروحية عسكرية أمس الخميس لإنقاذ امرأة من خطر الموت كانت تعرضت لنزيف دموي حاد على إثر وضعها لمولودها في بيتها المحاصر بالمياه. وتسبب فيضان عدة أودية فرعية في قطع طرق ومسالك بجهة باجة ومجاز الباب وجندوبة وبوسالم وإغراق مزارع ومساحات فلاحية وتسرب مياه الى القرى القريبة من الأودية. وشكلت وزارة الداخلية خلية أزمة تحسبا لتأزم الأوضاع في الشمال الغربي بينما أعلنت السلطات المحلية في تلك المناطق عن تعليق الدراسة في المدارس. ورجح مسؤولون بداية تراجع منسوب مياه وادي مجردة بدء من اليوم في حال توقف هطول الأمطار. وتشكو المناطق المحاذية لوادي مجردة وعدد آخر من الأودية الفرعية في الشمال الغربي من تداعي البنية التحتية ما يجعلها عرضة لخطر الفيضانات. وقال وزير البيئة نجيب درويش اليوم أن هذه المناطق تحتاج الى بناء سدين في أقرب الآجال خلال عامي 2016 و2017. وتعود آخر فيضانات شهدتها المنطقة الى عام 2012 حيث خلفت ستة قتلى وخسائر قدرت ب40 مليون دينار، كما أتلفت 22 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.