أعلن حزب العدل فى بيان له ظهر اليوم اتخاذه قرارًا بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والانضمام لتحالف الوفد المصرى، معلنا تمسكه بالبقاء فى تحالف التيار الديمقراطى كتحالف سياسي فقط. وأرجع الحزب ذلك القرار لإيمانه بضرورة وجود تمثيل مناسب للأحزاب السياسية بالبرلمان المقبل، خاصة مع عدم الاستجابة لمقترحات القوى السياسية سابقا، بضرورة تعديل قانون الانتخابات البرلمانية بما يمكن الأحزاب من التواجد بشكل أكبر . كما أعرب الحزب فى بيان عن احترامه وتقديره لكافة التحالفات الانتخابية الأخرى، مؤكدا على دعوته السابقة بضرورة تحالف القوى المدنية فى قائمة موحدة طالما مازال الوقت متاحاً لذلك. من جانبه أكد المهندس حمدى السطوحى، رئيس حزب العدل فى تصريح ل"بوابة الأهرام" أن الحزب متمسك بوجوده فى تحالف التيار الديمقراطى كتحالف سياسي فقط وليس كتحالف انتخابي. كما أعلن أن الحزب انسحب من قائمة "صحوة مصر" المنضم لها التيار الديمقراطى، رافضا إبداء أسباب الانسحاب وأنه انضم لتحالف الوفد المصرى الانتخابي وأنه تم الاتفاق على الانضمام لقوائم الوفد بينما مازالت هناك مشاورات بشأن التنسيق على مقاعد الفردى. وعلمت "بوابة الأهرام" من مصادر مطلعة أن انسحاب حزب العدل من تحالف التيار الديمقراطى الانتخابي يرجع لعدة أسباب أبرزها محاولة أعضاء الحزب الحاليين لخوض انتخابات البرلمان من أجل إعادة اسم "العدل " مرة أخرى للمشهد عبر البرلمان بعد نزيف الاستقالات والانسحابات التى شهدها الحزب فى السنوات الأخيرة والتى كان آخرها انضمام غالبية أعضائه وكوادره بالمحافظات لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى قبل 30 يونيو. وقالت المصادر: "وهو ما سيتعذر فى ظل استمرار الحزب فى تحالف التيار الديمقراطى الذى يوشك تحالفه الانتخابي على التفكك فى ظل اختلاف مواقف أحزابه من خوض الانتخابات البرلمانية وضعف مواردها التى تجعلها أقرب لخوض الانتخابات ضمن قائمة صحوة مصر خاصة بعد أن أعلن التيار الشعبي عدم مشاركته بالانتخابات والضغوط المبذولة على قيادات حزب الدستور من القواعد لتبنى نفس الموقف". وأضافت: "وبعد أن أعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكى تعليق موقفه من المشاركة فى الانتخابات البرلمانية لحين تحقيق المطالب الخمسة التى طالبت بها أحزاب التيار إثر مقتل الشهيدة شيماء الصباغ فضلا عن إعلان الكتلة العمالية التى يقودها الناشط العمالى كمال عباس مقاطعتها للانتخابات وما يبدو فى الأفق من عدم استجابة لدى السلطة الحالية لتلك المطالب. من جهة أخرى يجرى حزب العدل فى مفاوضات للاندماج منذ سبتمبر الماضي مع حزب الإصلاح والنهضة المنضم لتحالف الوفد المصرى فى محاولة لتعويض خسائره من الكوادر البشرية ولاقتراب أفكار الحزبين وبرنامجهما حيث صدرت تصريحات صحفية سابقة من د. عمرو نبيل، الأمين العام لحزب الإصلاح والنهضة أكد فيها أن وثيقة الاندماج بين الحزبين هى وثيقة تحالف الوفد المصرى. كما علمت "بوابة الأهرام" أن حزب الإصلاح والنهضة يتجه بدوره للاندماج بحزب الوفد مثله مثل عدد كبير من الأحزاب المنتمية لتحالف الوفد مثل الوعى، المحافظين والتى بدأت بالفعل مشاورات اندماجها بالوفد إلا أنها أرجأت حسم الأمر لما بعد انتخابات البرلمان حيث كان ذلك الاندماج واتجاه تحالف الوفد لتشكيل هيئة برلمانية موحدة أحد أسباب معارضة أحزاب تحالف الوفد لاندماج تحالفهم مع تحالف التيار الديمقراطى من قبل. أشارت إلى أنه من ضمن الأسباب التى دفعت حزب العدل للانسحاب من تحالف التيار الديمقراطى- بحسب المصادر – هو شعور الحزب بأن فرصه ستكون ضعيفة ضمن الترشيحات التى تقدم بها التيار الديمقراطى لقائمة صحوة مصر فى ظل المنافسة المحتدمة بين المرشحين فى تلك القائمة من جهة والمعايير المحكمة التى تتبناها القائمة لاختيار المرشحين من جهة آخرى مما جعل الانضمام لتحالف الوفد أكثر ضمانا للفوز ببعض المقاعد. من جانبه قال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكى فى تصريح ل"بوابة الأهرام"، إن التيار الديمقراطى سيبحث مع حزب العدل هذا الموقف فى اجتماعه الأربعاء المقبل، مشيرا إلى أن التيار كان يتمنى من حزب العدل إطلاعه على توجهه بالانسحاب قبل أن يفاجأ الجميع بموقفه. أضاف الزاهد، أن هذا لن يؤثر على التيارالديمقراطى كتحالف سياسي لأنه قائم على اتحاد طوعى بين أطرافه سواء على الموقف السياسي أو الانتخابي وأن ما كان يجمعه انتخابيا هو التوافق على الانضمام لقائمة صحوة مصر التى توافقت معاييرها مع معايير التيار فى رفض التحالف مع فلول النظامين السابقين، وهو ما يرى التيار أنه معيار مفتقد لدى تحالف الوفد لذا تم إنهاء مفاوضات الاندماج معه. أكد الزاهد، أن التيار الديمقراطى أرسل ترشيحاته لقائمة صحوة مصر ولم يطالب أى حزب بتخفيض عدد مرشحيه لصالح حزب آخر، مشيرا إلى أن التيار ليس لديه علم بالمرشحين الذين تم اختيارهم من قبل صحوة مصر وأنه لم يتلق ردا من الدكتور عبد الجليل مصطفى حتى الآن بشأن ذلك، مضيفا: "لا ندرى هل وصلت للعدل تقديرات معينة دفعته لتبنى هذا الموقف أم لا ولكننا فى التيار لم نهمش أى طرف سواء فى ترشيحات القائمة أو الفردى الذى توقف التنسيق بشأنه على إثر مقتل شيماء الصباغ". بدوره قال رامى جلال، المتحدث باسم الاتحاد المدنى الديمقراطى "صحوة مصر" فى تصريح ل"بوابة الأهرام"، أن "صحوة مصر" ليست طرفا فى هذا الأمر ولكنها تتعامل مع التيار الديمقراطى ككيان وليس كأحزاب منفردة بشكل مستقل كى يعلن حزب ما انضمامه لها أو انسحابه منها. وأوضح أن "صحوة مصر" تلقت قائمة ترشيحات التيار الديمقراطى من د. أحمد البرعى القيادى بالتيار والمفوض من التيار للتواصل مع صحوة مصر والذى نقل لها الترشيحات التى صاغتها لجنة الانتخابات المركزية للتيارالديمقراطى ، مشيرا إلى أن "صحوة مصر" غير معنية بانسحاب أو انضمام أى أحزاب للتيار الديمقراطى.