كشفت مصادر حزبية أن الاجتماع الذى عقده حزب الوفد أمس، مع عدد من الأحزاب والقوى السياسية للتوافق حول تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، شهد ما وصفته ب"الحرب الخفية"، بين محمد عبد اللطيف القيادى السابق بحزب المؤتمر، ونائبا عن عمرو موسى الرئيس السابق للجنة الخمسين لوضع الدستور فى الاجتماع، وسامح عاشور نقيب المحامين، على اقتراح الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد بأن يكون "عاشور" ممثلا للجنة التحكيم بين الأحزاب. وقالت المصادر فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، إن "عبد اللطيف" اعترض على اقتراح "البدوى" وانفعل بشدة تكاد تصل إلى حد الصراخ أمام المشاركين فى الاجتماع، إلا أنهم حاولوا تهدئته لاحتواء الموقف، حتى لا يفشل الاجتماع أمام الرأى العام. وأضافت المصادر، أن سمير غطاس نائب رئيس حزب حماة الوطن، قال بالنص خلال الاجتماع: "الرئيس عبد الفتاح السيسى ليس له وصاية على الأحزاب، واحنا مش حاضرين الاجتماع بأمره أو دعوته، ولكن بدعوتنا كأحزاب، واحنا مش هنخضع لتوجيهات رئيس الجمهورية". وأشارت المصادر، إلى أنه قد تم التنسيق فى اللحظة الأخيرة قبل اجتماع الوفد، بين تيار الاستقلال وائتلاف الجبهة المصرية الذى يضم أحزاب الحركة الوطنية ومصر بلدى والجيل الديمقراطى، على أن يمثل المستسار أحمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال، فى الاجتماع نائبا عنهم. من جانبه أكد المستشار أحمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال، أنه رأى خلال اجتماع حزب الوفد أمس، أن معظم الأحزاب التى شاركت فى الاجتماع لم تضيف جديدًا، موضحًا أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الأحزاب كان هدفها تقديم المصالح العليا للبلاد على المصالح الحزبية الضيقة. وقال الفضالى، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام": "كان من الطبيعى والبديهى أن يلتف الجميع حول قائمة موجودة، بدلا من حالة التشرذم الموجودة بين الأحزاب، مضيفا أنه أوضح للمشاركين فى الاجتماع أن الدكتور كمال الجنرورى رئيس الوزراء الأسبق، ليس مرشحا. وأضاف الفضالى، أنه تلقى الدعوة لحضور اجتماع الوفد من الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب، والمستشار بهاء أبوشقة سكرتير عام مساعد الحزب، رغم علمهم اليقينى أنه من أقوى المتحالفين مع "الجنزورى"، والداعمين له، لكن بعد عرض القرار على المجلس الرئاسى للتيار، وافق على تلبية الدعوة بتأكيد موقفه الثابت بالتمسك بقائمة الجنزورى، ودعوة الحاضرين للالتفاف حولها، بدلا من زيادة الانقسام والخلافات. وتابع: "فوجئت خلال الاجتماع بأنهم يسعون لتشكيل قائمة بعيدة عن القوائم الموجودة على الساحة السياسية، وأكدت للحضور تمسك تيار الاستقلال بقائمة الجنزورى، الأمر الذى اعتبره البعض أن دعمنا لهذه القائمة سيضعنا فى مواجهة، وقررت الانسحاب من الاجتماع، إلا أننى فوجئت بأن "البدوى" يعلن خلال المؤتمر الصحفى موافقة تيار الاستقلال على الاجتماع، ولم يعلن أسباب انسحابى".