في معرضه الحالي بقاعة "دوم"، يغوص الفنان التشكيلى عبد الفتاح البدري، بريشته التي تنتمي لعالم الحداثة، في البيئة النوبية، مستخرجًا في لوحاته بالمعرض ،التى تنتمى لعدة مراحل فنية، كنوزها من الطبيعة، والعادات والتقاليد. كما يبحر البدرى، خلال لوحاته، في دنيا الصوفية، مجسدًا بريشته أدق تفاصيل ، وملامح عالم الذكر، وموالد الصالحين، والمظاهر الشعبية المصرية، والتي تبرز في النوبة والصعيد، كالتحطيب ، حيث يهتم في أعماله بالجو الروحانى، والتكوينات المميزة، والخطوط الانسيابية، التي تميزها عن غيرها. وعن المعرض، قال البدرى: " يضم المعرض 51 عملًا بأحجام مختلفة، لمراحل متنوعة، تشمل أعمالًا قديمة كثيرة، بألوان الأكريلك، والزيت ، وقد ركزت فى هذا المعرض على المشروع، أو الفكرة التى قدمتها منذ ربع القرن، ولأول مرة أقوم بعرضها، وهى "البنتجراف" حيث تستهوينى تلك التجربة للغاية". وأضاف: "قدمت أعمالًا من النوبة بأسلوب جديد، والتحطيب الذى عُرفت به، والمسقط الأفقى، بالإضافة إلى الرسم على القماش الفابريكا، حيث أقدمه بطريقة النحت، فعلى سبيل المثال، عندما أرسم ملامح، فبدلًا من أن أقوم برسم فستان لسيدة بالحجم الطبيعى، أشتري هذا القماش الذى سترتديه السيدة، و"أشده" على الشاسيه، وليس قصًاولصقًا، ثم أرسم البورتريه الخاص بها، بظلاله الفاتح، والقاتم. ومن جانبه، قال الدكتور حمدى أبو المعاطى، نقيب التشكيليين : "البدرى من الفنانين المتميزين الذين تأثروا بالبيئة النوبية، من وجهة نظره الشخصية، بشكل تعبيرى فيه نوع من الحداثة فى الأداء، من خلال استخدامه المفردات ، والتيمات التى تعكس تلك الحياة بطريقة مميزة". وأضاف أبو المعاطى: " كمايبرز الفنان قيمة الحياة النوبية بأسلوب مغاير، سواء من ناحية طريقة تناول التقاليد ،والعادات النوبية، بشكل اختلف عن الفنانين النوبيين، أو من ناحية أسلوبه فى الأداء" الذى أبرز ، من خلاله، مدى أهمية التنوع فى التقنيات، وتميزه بأعمال التصوير، والكاليجرافى ، فالبدرى من الفنانين المبدعين، غزيرى الإنتاج، وهذه مميزة الفنان الذى يسعى لفكرة التواصل بالمنتج الفنى، و يؤكدها من خلال وجهة نظره" . أما الدكتور شوقى معروف، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، فقال عن الفنان : " البدرى يعمل على الموضوع المفضل له ، وهو ثقافة جنوب الصعيد، والمرأة المصرية، والأزياء الخاصة بها، بأشكال زخرفية، و يقوم بعمل اجترار لطفولته فى الماضى".