لاتزال أسواق حديد التسليح , حائرة بين المنتجين "المحلى المرتفع السعر , والتركى المنخفض السعر" فى انتظار نتائج الدراسة والتحقيقات , التى يجريها جهاز مكافحة الدعم والإغراق بوزارة التجارة والصناعة،حيث يدرس شكوى الإغراق التى تقدمت بها غرفة الصناعات المعدنية ضد واردات الحديد التركى، من خلال اللجنة الاستشارية التى تم تشكيلها. فى الوقت نفسه تراجعت واردات الحديد التركى بعد اقتراب أسعاره من سعر الحديد المحلى , حيث انخفضت الواردات التركية للسوق المصرية خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجارى, إلى 400 ألف طن فقط، بدلا من 2.6 ملايين طن خلال نفس الفترة من العام الماضى. وتتهم الشركات المحلية نظيرتها التركية بعدم الالتزام بالأسعار العالمية , مما يؤكد ارتكابها ممارسات لإغراق السوق المصرية، الأمر الذى دفعها لتحريك الدعوى لإجبارها على التصدير لمصر بالسعر العالمى العادل, وبما لا يضر المصانع المحلية. وذكرت الشركات المحلية أنها تبيع منتجاتها من حديد التسليح بأسعار أقل من التكلفة, وتحقق خسائر بهدف استعادة حصتها فى السوق المحلية وتوفير سيولة, بعد أن توقفت مبيعاتها فى الشهور الماضية. وتطالب غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، بإجراء مؤقت لحماية صناعة حديد التسليح الوطنية من إغراق الحديد التركى، خصوصا أن قضية الإغراق تستغرق وقتا طويلا يتراوح ما بين 4 و6 أشهر. وأكدت أنه بعد قبول جهاز الإغراق للأوراق والمستندات المرفوعة من المصانع المحلية المتضررة من استيراد الحديد التركى، بدأ الجهاز فى مخاطبة المصانع والشركات للتأكد من البيانات والمستندات المقدمة. ويجرى جهاز الإغراق استطلاع رأى للشركات التركية الموردة للحديد لمصر, لإبداء رأيها القانونى فى الشكوى المرفوعة من المصانع المحلية،على أن يبحث الجهاز الآراء, للوصول إلى قرار نهائى حول فرض رسوم إغراق على الحديد التركى من عدمه. كانت الشركات المحلية قد قررت خفض سعر طن حديد التسليح مابين 150 إلى 200 جنيه تسليم شهر أكتوبر, ليصل متوسط سعره إلى 3750 تسليم المصنع، و 3900 جنيه إلى المستهلك ، بينما وصل سعر الحديد التركى إلى 3500 على أرض الميناء ليصل إلى المستهلك بحوالى 3700 جنيه. وذكرت الشركات أن الهدف من تخفيض السعر, هو تحريك السوق ومواجهة حالة الركود الشديد, التى تعانى منها .. خاصة بعد ارتفاع السعر تسليم شهر سبتمبر، كما أن سعر البيليت وهو الخام الرئيسى, الذى يدخل فى صناعة حديد التسليح, شهد ثباتا نسبيا خلال الشهر الماضى.