أدى علماء وأئمة وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة الموحدة على مستوى الجمهورية، والتي كانت تحت عنوان "عظمة الإسلام وخطورة المتاجرة به أو الافتراء عليه". وأوضح الدعاة من فوق المنابر، أن الشريعة الإسلامية تأمر بالحفاظ علي النفس والمال والعرض، وقد حذر الإسلام من أن يتخذ الإنسان الدين وسيلة لكسب أغراض سياسية أو حزبية، لأن ذلك يُعد متاجرة بالدين. وأكد الدعاة، أن المتاجرة بالدين هي النفاق بعينه، وأن أخطر ما يهدد البلاد ويؤدي إلى الفرقة والتشاحن إساءة استخدام الدين، والمزايدة عليه، سواء بالشعارات الجوفاء أم بالخطب الرنانة أم بالمجادلات العقيمة، التي لا تحقق نتيجة ولا تصل إلى غاية، وما ذلك إلا متاجرة بالدين. وأوضح الأئمة في الخطبة الموحدة، أنه من صور المتاجرة بالدين وتوظيفه لأغراض سياسية أو سلطوية، تلك الدعوات الآثمة إلى رفع المصاحف، لأن هذه فعلة الخوارج، فما أشبه الليلة بالبارحة، لقد صنع الخوارج هذا الصنيع وخرجوا علي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورفعوا المصاحف، وقالوا: لا حكم إلا لله، ثم كفروه وهو من هو رضي الله عنه، وكانت فتنة عظيمة، سفكت فيها الدماء ونهبت فيها الأموال، وتحول رفع المصاحف إلى رفع السيوف وقتل الآمنين. وأشار علماء الأوقاف إلي أن إقحام الدين في السياسة والمتاجرة به، لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير، ويكفي الإسلام ما أصابه من تشويه صورته في الداخل والخارج، على يد ولسان بعض المنتسبين إليه، وليس لهم من حقيقته إلا مجرد أسمائهم وبطاقات هوياتهم.