شدد كل من الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووانغ يي وزير الخارجية الصيني، على ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والعمل على وقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وعبر العربى عن أمله في أن تقوم الصين بدور فاعل كدولة دائمة العضوية وتتمتع بسلطة في مجلس الأمن الدولي من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة والتصدي لما يحدث حاليًا في قطاع غزة. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عقب جلسة مباحثات مطولة بينهما مساء اليوم الأحد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إن ما يحدث في غزة أمر لا يقبله الضمير الإنساني خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد المدنيين وحصارهم بشكل قاتل، وهو ما يشكل تحديًا ليس فقط للمنطقة بل للنظام العالمي. ونبه العربي إلى أن أي دولة تحتل من حقها المقاومة داعيًا إسرائيل إلى ضرورة احترام قواعد القانون الدولي الانساني التي لا تحترم حاليًا بالنظر إلى عدد المدنيين الذين يسقطون على أيدي العدوان في غزة، بالإضافة إلى استهداف المدارس وهو عل خطير لا يمكن السكوت عليه، منبها في هذا الاطار إلى أهمية المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار على غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التركيز عليها لحل الصراع الحالي خاصة بعد قبول الأطراف الفلسطينية ومنها حماس لهذه المبادرة. ولفت العربي إلى أن مباحثاته مع الوزير الصيني تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة ومن بينها الوضع المتدهور والمأساوي في ليبيا الناتج عن غياب دولة المؤسسات، كما تناول المأساة السورية، مشددًا على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2165 الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة المأساة التي يعايشها حوالي 10 مليون سوري. وأشاد العربي بالعلاقات العربية الصينية ووصفها بأنها ناجحة جدًا، داعيًا إلى ضرورة الاستمرار في دعمها للقضايا العربية، قائلًا: إن المحادثات مع الجانب الصيني تقوم على قناعة الجانب العربي بأن الصين هي الدولة الكبرى الوحيدة التي تدافع عن الحقوق العربية وهناك توافق بين الجانبين العربي والصيني حول ضرورة الحل العادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإحقاق الحقوق الفلسطينية، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن الصين ليست الدولة الوحيدة في مجلس الأمن لكن نأمل أن تدفع في اتجاه دعم القضايا العربية. من جانبه عبر "وانغ يي" عن التوافق الصيني العربي حول ضرورة العمل من أجل تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الحالي ومواصلة الجهود في هذا الصدد، كما نبه إلى مباحثاته في هذا الاطار مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والتي اطلعه خلالها على مبادرة الصين لتسوية الصراع الحالي والتي ترتكز النقطة الرابعة فيها على تحميل مجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة لتسوية هذاالصراع وضرورة التوصل إلى توافق بين الجانبين في أسرع وقت، لكنه أشار إلى أن الصين ليست الدولة الوحيدة في مجلس الأمن لكنها ستبذل قصارى جهدها في مجلس الأمن من أجل وقف اطلاق النار في غزة. وأكد دعم بلاده للقضية الفلسطينية منذ عشرات السنين وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، منوهًا بأن الصين هي أول دولة اعترفت بالسلطة الفلسطينية خارج هذه المنطقة وتدعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه كما تقدم للفلسطينيين المساعدات الاقتصادية. وعبر وزير الخارجية الصيني، عن تطلع بلاده لتعزيز علاقات الشراكة مع الجانب العربي لتحقيق المصالح المتبادلة والارتقاء بمجالات التعاون المشترك المختلفة، مشيرًا في هذا الإطار إلى أهمية تفعيل نتائج المنتدى العربي الصيني الأخير الذي استضافته بكين بما يحقق تطلعات الجانبين وتطوير العلاقات الثنائية خلال السنوات المقبلة، لافتًا إلى الأهداف التنموية المشتركة والاقتصادية الممثلة في مبادرة طريق الحرير لتعميق التعاون الاقتصادي. وقال الوزير الصيني، إن بلاده تتعامل مع قضايا المنطقة وفق عدة مبادئ ترتكز على ميثاق الأممالمتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي وضرورة احترام حقوق وإرادة الشعوب، وحل القضايا حلا سياسيًا باعتباره المخرج الوحيد لهذه المشكلات.