عبرت إيران عن أملها في إحراز تقدم كاف في المحادثات مع القوى الكبرى هذا الأسبوع حتى يتسنى للمفاوضين البدء في وضع مسودة اتفاق نهائي لتسوية خلاف بشأن برنامج إيران النووي. وتعقد الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية الست،جولة جديدة من المحادثات في فيينا يومي الثلاثاء والأربعاء، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل بحلول 20 يوليو تموز بشأن كيفية حل الخلاف الذي بدأ قبل عشر سنوات وأثار مخاوف من اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف لدى وصوله إلى العاصمة النمساوية "سننتهي من كل المناقشات والقضايا هذه المرة لتمهيد الطريق لبدء صياغة الاتفاق النهائي في ثور (شهر إيراني يبدأ خلال أسبوعين). وأعطى مسؤول أمريكي جدولا زمنيا مماثلا الأسبوع الماضي، معبرا عن أمله في أن تبدأ صياغة الاتفاق في مايو. وتقول إيران إن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مشروع سلمي لتوليد الكهرباء واستبعدت إغلاق أي من منشآتها النووية وتنفي أن تكون لديها أي خطط لامتلاك قنبلة نووية. لكن الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية تتهم إيران بالسعي لتطوير القدرة على تصنيع قنبلة نووية كما هددت إسرائيل بمهاجمة الجمهورية الإسلامية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. ونقل تليفزيون (برس تي.في) عن نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو وفد التفاوض عباس عراقجي قوله أمس الأحد "نأمل أن نتمكن في المحادثات القادمة من تقريب وجهات النظر وتضييق هوة الخلافات المتعلقة بالقضايا الرئيسية حتى نستطيع الدخول في التفاصيل... وبدء كتابة النص". وتستهدف تصريحاته المتفائلة نسبيا فيما يبدو، تسليط الضوء على التزام إيران بالتوصل لاتفاق شامل بحلول الموعد النهائي الذي يحل في يوليو لكن مسئولين غربيين يقولون إن هوة الخلافات بين الجانبين، لاتزال كبيرة. وتريد القوى الست وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وبريطانيا أن تحد إيران من برنامجها النووي بما في ذلك تخصيب اليورانيوم ذي الاستخدامات المدنية والعسكرية. وقال ظريف: "نعتقد أن شركاءنا يجب أن يتخذوا قرارات مهمة تشمل احترام الواقع الراهن واحترام حقوق إيران". "نحن مستعدون أن نتعاون لإزالة أي لبس بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي." وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يوم الجمعة إن الجانبين يعتزمان قضاء شهري مارس آذار وابريل نيسان في استعراض "كل القضايا التي نعتقد أنه يجب تناولها في اتفاق شامل" قبل بدء وضع مسودة الاتفاق في مايو. وأضاف "نواكب خطة العمل ونتطلع الى بدء وضع المسودة في مايو". وقال رئيس وفد التفاوض الروسي إن موسكو ليست لديها توقعات خاصة بالنسبة لاجتماع هذا الأسبوع. ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إن المحادثات بشأن عدد من القضايا لاتزال في مراحلها الأولى وإن الاجتماع سيوفر أساسا لمزيد من المحادثات. وتهدف المحادثات الى وضع تفاصيل اتفاق طويل الأمد لتحديد نطاق مسموح به لبرنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات التي تضر باقتصادها المعتمد على النفط. وكانت إيران والقوى الست قد توصلت في نوفمبر تشرين الثاني إلى اتفاق مؤقت للحد من أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات. ويستهدف الاتفاق ومدته ستة أشهر وبدأ سريانه في 20 يناير كانون الثاني كسب الوقت لإجراء محادثات حول اتفاق طويل الأمد. وكانت إيران قد قالت إنها أجرت محادثات نووية مفيدة على مستوى الخبراء مع القوى العالمية في فيينا الأسبوع الماضي تناولت مختلف القضايا الفنية الرئيسية بطريقة تلائم تسوية نهائية. وقال حميد بعيدي نجاد عضو وفد التفاوض الإيراني لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء يوم السبت إن نتائج هذه المناقشات الفنية ستقدم اليوم الإثنين لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.