شهدت قرية "قلهانة" بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، حالة من السعادة احتفاء بعودة 6 من أبنائها الموقوفين في ليبيا منذ الجمعة الماضية، من بين 41 آخرين من أبناء ثلاث قرى بمركز إطسا اختفوا خلال هجوم مسلحين ملثمين على منزلهم بمنطقة سكنهم ب"الأحواش" في طرابلس الليبية. أحمد عربي، 20 سنة، غير متعلم ويعمل "بناء" وهو أحد العائدين المصريين من دولة ليبيا، من بين 41 آخرين كانوا موقوفين لدى السلطات بعد اختفائهم على أيدي مسلحين ملثمين يوم الجمعة الماضية، وقد سافر إلى ليبيا منذ 30 أغسطس الماضي وتعد هذه المرة الأولى له في السفر إلى ليبيا، بعد أن حصل على تأشيرة دخول رسمية بحثا عن العمل والرزق في الغربة. ويؤكد "أحمد" أنه عندما ضاق به الحال في مصر، توجه إلى ليبيا بحثا عن الرزق حيث كان يعمل في المعمار هناك، مثله مثل باقي شباب القرية، وقال: "لو كنت لقيت شغل في مصر مكنتش فكرت في سفر نهائي"، ويروي هذا الشاب ظروف إختفائه من منزله في منطقة "الأحواش" بالمنطقة الشرقيةبطرابلس الليبية، بعد مهاجمة مسلحين ملثمين بسيارات (دبل كابينة)، وإستيلائهم على نقودهم وهواتفهم المحمولة وتحطيم أثاث المنزل. ويضيف: "لقد استولى المسلحون على 1700 دينار ليبي كانت بحوزتي في المنزل، وتعرضنا لإهانات هناك خلال خطفنا، حتى عدنا بعد تدخل مندوب السفارة المصرية وضغوط وسائل الإعلام المصرية". وتابع: "لن أسافر ليبيا مرة أخرى، نحن حرفيون وليس لدينا عمل في مصر..نريد فرص عمل. وجلس أحمد سيد حسني، 19 سنة، من أبناء قرية قلهانة بمركز إطسا بالفيوم، بدون مؤهل، ويبدو عليه الإرهاق، يروي تفاصيل ما حدث معهم، وقال كنا متواجدين في منزلنا، وفوجئنا في الساعة الواحدة والنصف من صباح الجمعة، بمجموعة من المسلحين الملثمين الذين يرتدون زي يتشابه مع زي الشرطة، يهاجمونناويطالبوننا بتسليم النقود والهواتف المحمولة الخاصة بنا، وبعد تحطيم أساس المنزل طلبوا منا جوازات السفر وأوراق الإقامة الخاصة بنا". ويضيف أحمد: "إصطحبونا إلى الطابق الأدنى وجمعونا فيه، ثم دفعونا بالقوة لإستقلال سيارة "2 كابينة" من السيارات الثلاث التي كانوا يستقلونها، حيث كنا حوالي 71 مصري من محافظات مختلفة، وبعد ذلك سلمونا إلى إحدى الكتائب بطرابلس وإحتجوزنا في غرفة وتمت معاملتنا معاملة سيئة، وبعدها طلبوا من كل شخص منا 400 دينار ليبي فدية من أجل إطلاق سراحنا بحجة أن أوراقنا غير سليمة". وتابع: "إتفقنا على خروج 6 أفراد منا من أجل البحث والإقتراض من بعض المصريين غير المحتجزين هذه النقود لنتمكن من إطلاق سراحنا، وبالفعل خرجوا وأحدهم هرب إلى القنصلية المصرية في ليبيا، وأبلغهم بمكاننا فيما تمكن الآخرون من جمع حوالي 10 آلاف دينار ليبي من المصريين هناك، وبعد ذلك جاءنا مندوب من السفارة المصرية في ليبيا، وهنا تغيرت المعاملة من الخاطفين وتحسنت الأمور خاصة مع ضغط وسائل الإعلام المصرية في واقعة احتجازنا، مشيرا إلى أن المصري لا يحصل على حقوقه في ليبيا، مؤكدا على عدم رغبته في العودة مرة أخرى في ليبيا بعد ما حدث".