أعربت دول الغرب خلال مؤتمر في روما الخميس عن قلقها حول ليبيا وطالبت السلطات في طرابلس ببذل جهد أكبر لإطلاق "حوار وطني" حقيقي، مؤكدة أن التقدم المحرز بعد الدكتاتورية والوضع السياسي والأمني في هذا البلد "مثيران للقلق". واعتبرت وزيرة الخارجية الإيطالية الجديدة فيديركا موغيريني أن بطء العملية الانتقالية نحو الديمقراطية "لا يتيح نشر مساعدة الأسرة الدولية". وأضافت "لا أحد يمكن أن يسمح لنفسه بإفشال العملية الانتقالية"، داعية ليبيا إلى "بذل جهود من اجل تطبيق المشاريع". وأشار نظيرها الفرنسي لوران فابيوس إلى "الوضع المقلق" بسبب "عدم ضمان الأمن والاعمال الإرهابية خصوصا في الجنوب وبسبب عدم استقرار الوضع السياسي". وعلى الصعيد الأمني، أشار فابيوس إلى مبادرة فرنسية-المانية لبناء و"حراسة" مستودعات اسلحة في هذا البلد الشاسع والذي لا تخضع حدوده لرقابة مشددة. إلا أن فرنساوإيطاليا إشادتا ب"نجاح" مؤتمر روما (الذي سبقه مؤتمر في باريس العام الماضي) والذي شارك فيه أكثر من 40 وفدا من دول ومنظمات دولية، من بينها وللمرة الأولى الصين وروسيا. وعتمت على الوضع في ليبيا المشاورات الجارية حول الأزمة الأوكرانية خصوصا بسبب حضور وزراء خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف والمانيا فرانك فالتر شتانماير وفرنسا لوران فابيوس. إلا أن فابيوس اعتبر المؤتمر "مفيدا" على غرار ممثل الأممالمتحدة الخاص في ليبيا طارق متري. وأوضح متري ان "رسالة المؤتمر سياسية بشكل خاص لان حتى الشؤون الامنية لا يمكن النظر اليها من الجانب التقني دون سواه"، مع تدريب قوات الشرطة أو الجيش. ودعا متري إلى "حوار سياسي" أكبر على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أنه حصل في روما على "تفويض جديد لتعزيز مهمته". وأفادت مصادر دبلوماسية غربية أن إطلاق حوار وطني حقيقي معناه "حضور جميع الاطراف إلى الطاولة" لتجاوز مشكلة "تراتبية الشرعية" بين الحكومة وسلطات المناطق والقبائل. من جهته، قال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز انه مدرك لتطلعات الاسرة الدولية، مؤكدا أن كل المؤسسات الحالية ممثلة في الوفد الليبي ومن بينها المؤتمر الوطني العام. وقال "لقد اتينا بالتزام سياسي قوي لمواصلة العملية الديموقراطية واقامة المؤسسات"، مشيرا إلى أن البلاد كانت "أسيرة طيلة 40 عاما" في ظل دكتاتورية القذافي. وتابع عبد العزيز أن مؤسسات السلطة الانتقالية تواصل الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية ولدستور جديد، وهي منفتحة تماما أمام عرض الأسرة الدولية تقديم مساعدة في شئون الحوكمة. وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 عدم استقرار سياسي كبير وتوجهات انفصالية وأعمال عنف خارج السيطرة تجعل تعافيها الاقتصادي مستحيلا. وعلاوة على ذلك يعبر ليبيا عدد كبير من المهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية باتجاه إيطالياوفرنسا. وترتبط إيطاليا تقليديا بعلاقات وطيدة بليبيا مستعمرتها السابقة.