هل أنت من حاملي الموبايلات الحديثة التي تسمى بالذكية"Smartphone".. هل تستفيد من ذكراتها الكبيرة، وتقوم بتخزين البيانات السرية والمعلومات الشخصية الخاصة بك عليه.. إذا فكل أسرارك كتاب مفتاح أمام أي هاكرز بالعالم.. ومكالماتك يمكن بثها على الهواء مباشرة.. حيث إن هذه النوعية من الموبالات تحديدًا الأكثر سهولة في اختراقها، من أي مكان بالعالم. فقط تذكر فضحية التجسس على المستشارة الألمانية وكيف استطاعت أمريكا التجسس على مكالماتها؟، ومن قبلها بيومين التجسس على مكالمات الشعب الفرنسى بأكمله. ويعتقد معظم أصحاب الهواتف الذكية أنهم استطاعوا تأمينها من الاختراق أو من تلصص من قد تقع بأيديهم الهواتف بالخطأ أو عن طريق السرقة حين يؤمنون تلك الأجهزة بشفرات دخول أو بصمة الوجه أو غيرها من وسائل الحماية، لكن تلك الوسائل قد تحمي معلوماتك المخزنة علي هاتفك الثمين، إذ ما وقع الجهاز نفسه بالأيدي الخطأ. لكنها لن تحمها إذا لم يكن المتلصص يحتاج إلي الجهاز نفسه للوصول لمعلوماتك، مهما كان جهازك مؤمنًا حتي لو كانت أعتي أجهزة المخابرات تحميك شخصيًا، كما تظهر حادثة تلصص وكالة الأمن القومي الأمريكي علي هاتف المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، وهو من نوع بلاكبيري "Z10". وطبقاً لتقارير حديثة نشرتها "شبيجل أونلاين"، النسخة الإنجليزية لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية، وصحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية"، اعتمدت علي الوثائق التي سربها عميل جهاز الأمن القومي السابق إدوارد سنودين، الخبير المعلوماتي، فإن وكالة الأمن القومي الأمريكي يمكنها الوصول إلي أدق المعلومات علي جهازك أياً كان مصنعه، سواء كان شركة أبل الأمريكية أو تستعمل أجهزة أندرويد واسعة الانتشار أو حتي بلاك بيري التي لطالما عرفت بأنها الأجهزة الأكثر تأميناً حيث أن تستعمل سيرفرات (خوادم) خاصة بها لا يمكن مراقبتها. هناك قصة شهيرة متداولة حول زيارة لمايكل هايدن، رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكية التي تتوجه أنظار العالم إليها الآن، باعتبارها عملاق التجسس الذي لم يترك حتي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتنصت علي هاتفها، لمتجر شركة أبل الأمريكية بولاية فيرجينيا. تقول القصة إن هايدن ذهب وزوجته للمتجر فاقترب منه البائع وقدم له أحد أجهزة آيفون وقال له هناك 400 ألف تطبيق يمكنك تحميلها علي هذا الجهاز واستعماله، فالتفت هايدن لزوجته وقال لها: "هذا الرجل لا يعرف من أكون، 400 ألف تطبيق تعني 400 ألف هجوم إليكتروني محتمل. وتقول صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، إن الوثائق التي سربها إدوارد سنودين المتعامل السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي، فإن هايدن كان فقط يبالغ قليلاً. وتظهر المستندات التي سربها سنودين ونشرتها "شبيجل أونلاين"، أن الوكالة يمكنها أن تصل إلي أكثر المعلومات حساسية علي الهواتف الذكية، من ضمنها قوائم الاتصال والرسائل ومعلومات عن مكانك وأي معلومات أخرى قد تتوفر علي جهازك. وتقول المستندات إن الوكالة كونت فرق عمل مختلفة لكل نظام تشغيل، وتظهر المستندات نجاح الوكالة في اختراق أجهزة "آي فون"، حال ربطها بالكمبيوترات الشخصية عبر كوابل ال"USB"، وأيضاً نجحوا في اختراق أجهزة "بلاكببيري". وتقول إحدي المستندات وتعود لعام 2009 بحسب "شبيجل أونلاين"، "لقد أصبحنا قادرين علي رؤية وقراءة الرسائل القصيرة"، ونجحت الوكالة أيضاً في الدخول إلي نظام التراسل الخاص ببلاكبيري، والمعروف أنه من أشد النظم أمناً. وتظهر الوثائق أن برامج الوكالة يمكنها أن تخترق نظام تشفير من أربعة أرقام خلال 13 دقيقة. تقول شبيجل إن الهواتف الذكية اختراع تقني هائل ولكنها أيضاً فرصة هائلة للتجسس علي الناس، وتفتح الأبواب للمنظمات القوية مثل وكالة الأمن القومي الأمريكي. لكن "شبيجل" قالت إن المستندات التي بحوزتها لا تظهر ما إذا كانت عمليات التجسس تتم علي نطاق واسع علي الناس أم تستهدف أناساً معينين، كما أنه لا تتوافر أيضاً أية معلومات، تقول إن الشركات الكبري تعاونت مع وكالة الأمن القومي الأمريكي طوعاً. لم يعرف بعد تأثير تلك التقارير الجديدة، وما إذا كانت ستدفع بعض الباحثين عن الأمان، للعودة للهواتف التقليدية، التي ربما تكون أكثر أمناً، وتمنحها قبلة الحياة مجدداً.