جاء تأسيس جبهة 30 يونيو قبيل الموجة الثورية الأخيرة ليضع نواة لتوحيد القوى الشبابية الثورية فى عمل جبهوى منظم، إلا أنه مع الوقت ونظرا لاختلاف الانتماءات السياسية والمواقف، عانت الجبهة من الانقسامات واتجه مؤسسوها لتجميدها وبرز اتجاه لتأسيس كيانات جديدة مثل "تيار الشراكة الوطنية". دشن ما يقرب من 14 ناشطا من بينهم عدد كبير من مؤسسي جبهة 30 يونيو، "تيار الشراكة الوطنية" اليوم الأربعاء، وذلك بهدف توحيد قوي الشباب في العمل السياسي والتوحد علي تحقيق أهداف الثورة وتبني مبادئها مع تجنب أخطاء عدم التوافق والخلافات فى الجبهة السابقة. أكد محمود عفيفي، عضو جبهة 30 يونيو والمتحدث الإعلامى، لتيار الشراكة الوطنية فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أن الجبهة تعتبر منتهية فعليا منذ وقت طويل وتم تجميد نشاطها، نافيا أن يكون ذلك سببًا فى تأسيس تيار الشراكة، موضحًا أنه يضم عددا من النشطاء اللذين شاركوا فى ثورة 25 يناير وموجتها الأخيرة فى 30 يونيو، بهدف التوحد على عدة مبادئ لا يختلف عليها أحد مثل الدولة المدنية والهوية والاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية من أجل بناء شراكة وطنية حقيقية تجمع ولا تفرق تجنبا للتناحر السياسي. وأشار إلى أن التيار يسعى لتقديم أطروحاته بشأن عدد من الملفات المتعلقة بمطالب الثورة مثل :العدالة الاجتماعية والعدالة الانتقالية، والدستور وتمكين الشباب وحقوق الشهداء والمصابين، وكذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. واعتبر عفيفي أن وجود أكثر من جبهة ثورية، يساهم فى إثراء الحياة السياسية وأنه على تلك الجبهات أن تتوحد حول مطالب الثورة، مشيرا إلى أن التيار يفتح الباب لكل من يريد الانضمام إليه بشرط الاتفاق على نفس الأهداف والمبادئ. ولفت إلى أنه من بين المؤسسين لهذا التيار: شادي الغزالي حرب، بلال حبشي، وحماده المصري، وكريم كناني، وأحمد عيد، عمرو صلاح، هيثم الخطيب، وأحمد عبد النبي، أسامة منصور، شيماء المدبولى، جون طلعت، وليد المصرى. ويتفق معه هيثم الخطيب، المسئول الإعلامى والعضو المؤسس فى تيار الشراكة معتبرًا أن تعدد الجبهات الثورية التى توحد قوى شباب الثورة من شأنه إثراء الحياة السياسية فى المرحلة الحالية بشرط تركيز كل منها على قضية بعينها تخدمها وتنسق مع الجبهات الاخرى فى باقى القضايا، محذرا من تشرذم القوى الثورية والشباب فى حالة تعارضها فيما بينها. وحول مدى تضارب تحركات التيار، مع دعوات لتحالفات انتخابية لتمكين الشباب والثورة مثل تلك التى أطلقتها حركة تمرد؛ أكد الخطيب أن التنسيق وارد مع الجميع، إلا أنه من المبكر أن يتم مناقشة هذا الأمر فى ظل عدم خروج الدستور والتأكد من نظام الانتخابات المقرر العمل به والذى سيتم وفقا له تحديد قانون الانتخابات والدوائر الانتخابية مما سيدفع الجميع ليقرر عما إذا كان سيخوض الانتخابات بشكل فردى أم فى إطار تحالف انتخابي. ولفت إلى أن التيار يأمل فى أن يشكل كل من أحمد عيد وعمرو صلاح قوة ضغط داخل لجنة الخمسين من أجل تمكين الشباب فى البرلمان ومؤسسات الدولة عموما. وأكد أن التيار حرص عند تكوينه على أن يكون ضميرا ثوريا متابعا للمرحلة الحالية وأنه سيتجنب أخطاء العمل الجبهوى السابق الذى فرقته الخلافات لذا حرص أعضائه على أن يجمع بينهم التوافق التام فى كل القضايا، معربا عن اعتقاده بأنه لن يواجه اختلافات جوهرية بقدر ما يمكن أن يواجه خلافات حول أسلوب الإدارة والتنظيم وهو ما يمكن حله بالنقاش. كما أكد على رفضه بشدة تصوير التيار على أنه قوة تهدف لمواجهة الإخوان، كما شدد على رفض التيار لأى عنصر مؤيد للنمط الفكرى للإخوان والذى انتهجته خلال العام الماضى، معربا ترحيبه بالتيار الإصلاحى المعتدل فيها، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على فلول النظام السابق فكل من شارك فى إفساد أو سفك دماء مستبعد تماما. ومن جانبه، نفي هيثم الشواف، منسق تحالف القوي الثورية وعضو جبهه 30 يونيو ما تردد عن انضمامه والتحالف في تيار الشراكة الوطنية، معربا عن احترامه وتقديره لمؤسسيه، مشيرا إلى أن جبهة 30 يونيو عانت من الانقسامات بسبب رغبة تيار معين فى السيطرة عليها وأنه لن يكرر خوض تلك التجربة مع من يختلفون معه فى الرؤية لذا فضل عدم المشاركة فى تأسيس التيار. واعتبر الشواف أنه على كل الكيانات الثورية بناء تنظيم جبهوى والتوحد فى كيان أو اثنين يعبران عن مواقف ورؤى متوافقة كى تستمر وتتمكن من المنافسة بقوة أمام الأحزاب السياسية.