قال الفنان محمود حميدة إن عزوف الجمهور عن دور العرض لمشاهدة الأفلام أفقد 90% من قيمة نجاح أي مهرجان، وذلك في تعليقات بمناسبة مهرجان الإسكندرية السينمائي. وأرجع حميدة، خلال ندوة تكريمه علي هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ظهر اليوم الجمعة، عزوف الجماهير إلى الأحوال السياسية والأمنية بالبلاد، بالإضافة إلي عدم وجود دعاية كافية قبل بدء المهرجان. وقال حميدة إن المهرجانات المصرية تنقصها فهم كيفية صناعة مهرجان، والنظر إليه علي أنه شئ منتج وليس عرس أو حفل، خاصة وأن دول العالم الكبري تتعامل مع المهرجانات علي أنها صناعة يتم استثمارها. وأكد أن دخوله إلي عالم السينما جاء من خلال السيناريست الكبير فايز غالي الذي اكتشفه، ورشحه للاشتراك في فيلم "الإمبراطور"، ثم قدمه للمخرج الكبير محمد خان الذي تعاون معه بفيلم "فارس المدينة". وأضاف أن المخرج محمد خان هو من دعاه لدراسة صناعة السينما، الأمر الذي دفعه للالتحاق بدورات تدريبية حول فن السينما بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفًا أن تشجيع خان له علي هذه الخطوة كان لها كل الأثر في تكوينه الفني خلال مشواره فيما بعد. وأكد أنه تعامل مع العديد من المخرجين خلال مشواره الفني، وكل منهم مختلف في طريقة إدارته للعمل، مشيرًا إلي أن كل مخرج تعاون معه كان له رؤية خاصة أخرجت منه طاقات مختلفة، إلا أن المخرجين حسين كمال ومحمد خان كان لهما التأثير الأكبر في تكوينه الذي أثر بمشواره الفني إلي الآن. وخلال الندوة التي أدارها أسامة عبد الفتاح مدير المهرجان، تحدث المخرج محمد خان والسيناريست فايز غالي ومحمود عبدالسميع ورمسيس مرزوق عن ذكرياتهم مع محمود حميدة، وسرد بعض القصص الطريفة فيما بينهم، وذكرياتهم في الأعمال التي تعاونوا فيها معا، بالإضافة إلي المخرج علي عبدالخالق الذي تمني أن يتعاون مع محمود حميدة في عمل فني، مشيدًا بموهبته التي يفرضها علي أي عمل. وقالت سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب خلال الندوة، إن محمود حميدة علي المستوي الإنساني شخص محترم، ويمتلك قدرة قيادية ناجحة وعنيف جدًا في قيادته نظرًا لالتزامه الشديد اتجاه عمله وإخلاصه له، موضحة أنها تعاونت معه مرة واحدة من خلال مسرحية "الشبكة" ولم تكتمل، الأمر الذي أفقدها التعاون والعمل معه. رفض حميدة ربط الأعمال السينمائية بطبيعة المجتمع من حيث التحريض علي العنف أو العكس، مشيرا إلي أن الجمهور له رؤيته الخاصة من العمل السينمائي بحسب وجهة نظره. وأكد حميدة أنه بعد ثورة يناير، طالب أي شخص فوق سن ال50، أن يتكلم مرة أخري في كافة المجالات، لإتاحة الفرصة للشباب بأن يتولي المناصب، وقرر أن يبدأ بنفسه علي أن يكون استشاريا ورأيه غير ملزم، مشيرًا إلي أن الفن بمصر يحتاج إلي دعم من خلال متخصصين للارتقاء به. وأوضح حميدة أنه لا يخشي الدخول في أي تجارب إنتاجية، معتبرًا أن تلك الفترة ليست مغامرة كما يدعي البعض، مؤكدًا أنه يعتزم الدخول في تجربة إنتاجية جديدة، لم يفصح عن تفاصيلها في الوقت الحالي حتى ينتهي من التحضيرات اللازمة لها. وأشار إلي أنه مؤمن بالتخصص، وأثناء دراسته للسينما بأمريكا لاحظ اشتراك أسماء كبيرة من الفنانين ونجوم السينما العالمين في إنتاج أفلام، خصوصًا أن الفنانين الكبار لديهم ضلوع في الإنتاج السينمائي، والذي كان سببا فيما بعد في تطور السينما. ولفت إلي أن التطور يحتاج إلي جميع أطراف وعناصر العمل السينمائي، الأمر الذي دفعه لإنشاء شركة إنتاج فور عودته من الولاياتالمتحدة، مؤكدًا أن صناعة السينما أصعب من صناعة الفضاء.