حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الاثنين، من أن رغبة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في توجيه بلاده نحو مسار جديد يتسم بالاعتدال والانفتاح يجب ألا تعمي الولاياتالمتحدة عن رؤية الصعوبات التي لاتزال تقف في طريق الوصول لحل دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة - في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين لمحلل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) السابق كينيث بولاك- إلى توجه روحاني لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة خلالها، ربما تمثل تحولا حادًا في السياسات الإيرانية التي كان ينتهجها سلفه الرئيس أحمدي نجاد. وأوضح بولاك أن روحاني أبدى في السابق رغبته في إجراء تسوية حول الملف النووي الإيراني من أجل تحسين علاقات بلاده مع الغرب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب هذا الأمر، إلا أنه حذر مع ذلك من عدم استطاعته صد منافسيه المتشددين إلى الأبد، في ضوء عدم وضوح ما إذا كان الشعب الإيراني سيقبل بتقديم التنازلات التي تريدها واشنطن وحلفاؤها. ولفت بولاك إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي هو المسئول عن إصدار القرار النهائي بشأن هذه التسوية، وليس روحاني، فيما أظهر خامنئي القليل من المرونة برغم تمخض التصريحات الأخيرة من جانب القيادة الإيرانية عن إنعاش الآمال بشأن إمكان أن يلين موقفهم إلى حد ما. ورأى بولاك أنه في حال فشلت المساعي فى التوصل لحل دبلوماسي، فإن الولاياتالمتحدة ستختار أحد بديلين، وهما إما استخدام القوة لمنع إيران من تطوير ترسانة نووية، وإما احتواء إيران نووية إلى أن ينهار نظامها السياسي بسبب عيوبه. وقال بولاك "إن ذلك سيكون اختيارا صعبا.. لذا ينبغي علينا التفكير فيه من الآن؛ نظرا لأن الولاياتالمتحدة لن تستطيع تحمل رؤية انهيار جهودها الدبلوماسية فجأة، أو أن تجد نفسها مجبرة على أن تزج بنفسها دون استعداد مسبق مثلما حدث في سوريا". واعتبر بولاك أن توجيه ضربة جوية أمريكية محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون بداية لحرب طويلة مع إيران، ولن يسطر نهاية لأزمتها النووية.