قررت أن يكون لها دور ومشاركة في الأحداث السياسية، فسعت للغناء للتعبير عن الأحداث التى تعيشها مصر بين الحين والآخر، معتقدة بذلك أنها تسهم بدور فعال في الحياة السياسية، وأن الجمهور سيشجع ما تقوم به من توجيه انتقادات مباشرة سواء لجماعة الإخوان المسلمين أو أوباما أو قناة الجزيرة وغيرها، لكن مع الأسف خاب الأمل، وجاءت جميع التعليقات المصاحبة لفيديوهات أغانيها تحمل هجوما وانتقادا كبيرا لها، كذلك صفحات التواصل الاجتماعي امتلأت بالسخرية من نوع الانتقاد الذى توجهه سما المصري في أغانيها. تلك هى سما المصري، "الحدوتة" التى ظهرت على الساحة الفنية المصرية منذ عامين تقريباً، وأصبحت حديثاً للكثيرين. طرحت سما المصري بالأمس أغنية تهاجم فيها قناة "الجزيرة" متضمنة كثيرا من العبارات الخارجة التى لا نستطيع حتى الإشارة إليها، نظراً لخروجها جملة وتفصيلاً عن سياق الآداب والأخلاق العامة، وليست هذه المرة الأولى التى تقدم فيها مثل هذه النوعية من الأغاني التى تنتقد فيها بعض الأوضاع السياسية فمن قبل هاجمت مرسي، وأوباما، وحازم أبو إسماعيل، وغيرها من الأغانى التى تضمنت ألفاظ السب المباشر. ويبدو أن الشهرة التى تبحث عنها سما المصري لم تتحقق إلا على يد هذه الأغانى، فقديماً كانت تقدم برنامج على قناة المحور، تلاها عملها في البورصة والتسويق واستمرت بهما لفترة قصيرة، لتدخل بوابة الفن من خلال فيلم "مجانين نص كوم" والذى حقق لها شهرة واسعة خصوصاً بعد تقديمها لأغنية "أحمد عمر" والتى أثارت جدلاً كبيراً نظراً لارتدائها الملابس العارية، يليها بعد ذلك بفترة تقديمها فيلم "على واحدة ونص" في العام الماضي والذى توقعت من خلاله أن يكون لها رصيد جماهيري كبير. وأثار الفيلم هو الآخر جدلاً كبيراً بسبب احتوائه على كثير من المشاهد الخارجة، حيث اتهمها البعض بتشويه مهنة الصحافة حيث إن الأحداث كانت تدور حول صحفية تضطرها الظروف للعمل كراقصة في ملهى ليلي، وعقب صدور الفيلم انقلب الرأى العام وكان هناك طريق لمنع الرقابة لعرض الفيلم بناءً على طلب الصحفيين، لكن سما هددت وقتها أنه إذا قام الصحفيون بمنع الفيلم ستقوم بارتداء بدلة رقص، وترقص على سلالم نقابة الصحفيين. لكن للأسف خاب ظن سما المصري في الشهرة مرة أخرى، فلجأت للحديث عن زواجها من النائب البرلمانى السلفي أنور البلكيمي وأصبحت حكايتهما هى حديث الصحافة ولكن بعدها بفترة انتهى الأمر، لتلجأ سما المصري لأسلوب جديد للشهرة عن طريق طرح أغانى تحمل سخرية سياسية على موقع اليوتيوب، تتضمن كثيرا من العبارات والحركات الخادشة للحياء من أجل انتقاد جماعة الإخوان المسلمين، لتعود سما حديث المجتمع بين الحين والآخر لكن في إطار سلسلة الانتقادات الموجهة لها. واعترفت سما المصري في حوارها مع برنامج "لا سوستا" الذى أذيع في رمضان الماضي، بأنها تقدم هذه الأغانى نكاية في الإخوان ومن أجل الشهرة، حتى أن المذيع عندما سألها عن ما ستقوم به بعد رحيل الإخوان عن الحكم، فأجابته بأنها لا تعلم لأنها كان تهكمها كله موجها إليهم، واختتمت بعبارة "بس مصر ولادة بردو"، كما استشهدت سما في حديثها بالبرنامج بكثير من الألفاظ الخارجة ليتوقف بعدها البرنامج لمدة 15 يوما بسبب هذه الحلقة. رحلة سما المصري ليس لها علاقة بالفن، فهى ليست حتى ممن قاموا بالخوض في مجال الإغراء في بداية طريقهم وصعدوا للسلم الفنى واحدة تلو الآخرى، وقرروا بعد ذلك أن ينشقوا عن هذا الطريق، ولكن رحلتها لا تسعى لتقديم شيء إلا الشهرة سواء عن طريق السب العلنى أو استخدام الألفاظ والملابس الخادشة للحياء. إن استخدام سما المصري لهذا الأسلوب في أغانيها، مازال يستفز الكثيرين ليصبح السؤال الدائم لهم: كيف تمثل سما المجتمع المصري بحالات غضبه وانفعالاته من أوضاعه السياسية بمثل هذا النوع من الإسفاف؟