أثار قرار أصدره البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، بتكليف الأنبا يوساب الأسقف العام نائبًا بابويًا على إبراشية الأقصر، ردود أفعال متباينة بين أقباط الأقصر وسط حالة من القلق والترقب. يأتي ذلك بعد 13 عاما من استبعاد الأنبا أمونيوس من قبِل البابا الراحل شنودة الثالث، والذي يطالب أقباط الأقصر بعودته مرة أخرى حيث يوجد حاليا في وادي النطرون. وتنص الطقوس الكنسية على عدم تنصيب أسقف يخلف المعزول إلا بعد وفاته، حيث يبقى كرسيه شاغرا حاملا اسمه طوال حياته حتى في حال استبعاده، ويحق للبابا تعيين أسقف للإشراف على الإبراشية كنائب بابوي دون أن يحمل لقب أسقف الأقصر. وجرى تأجيل وصول نيافة الأنبا يوساب إلى الأقصر، إثر إعلان بعض الأقباط والحركات الشبابية القبطية في الأقصر عن الإعداد لتظاهرات رافضة لقرار البابا تواضروس بتعيين الأنبا يوساب نائبًا بابويًا لإبراشية الأقصر للأقباط الأرثوذكس. وأعلنت قوى قبطية في مقدمتها ائتلاف أقباط مصر في الأقصر رفض التظاهرات المعارضة لقرار قداسة البابا تواضروس الثاني، وقال إميل نظير منسق الائتلاف بالمحافظة: إنه يحذر من التظاهر ضد قرار البابا ويطالب الجميع باحترام القرارات الكنسية ووحدة الصف. وأوضح نظير لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) اليوم الأحد، أن العمل داخل الكنيسة لا يشبه العمل بالسياسة أو داخل الأحزاب لأن الكنيسة وعاء مقدس يحتوى الجميع، نافيًا وجود مبرر لتلك التظاهرات لأن القرار يهدف لتيسير العمل في الإبراشية فقط ، وليس إسدالاً للستار على قضية الأنبا أمونيوس كما يردد البعض. وأكد نظير تحذيره من مساع البعض زرع الانقسام بين أقباط الأقصر وكنيستهم، واصفًا ما حدث تجاه الأنبا أمونيوس بانه ليس عزلاً، مبينا أنه تم تعيين الأنبا يوساب نائب بابوي للإشراف على الإبراشية لحين حل المشكلة، مؤكدًا موقف البابا تواضروس من رفض هذا الأسلوب من محاولات لي ذراع الكنيسة. في المقابل، أعلنت جمعيات وتجمعات قبطية أخرى في الأقصر انضمامها لدعوات التظاهر المقررة غدًا الاثنين. ويصل الأنبا يوساب في السادسة من مساء غد ويكون فى استقباله عدد من أساقفة الصعيد والكنيسة الأرثوذكسية. فيما خفف آخرون من جدية تلك التظاهرات بخاصة أن الأنبا يوساب - الذي جرى رسامته أسقفا عاما منذ شهرين فقط - ليس غريبًا عن الأقصر، حيث كان راهبًا بدير الشايب بالأقصر تحت اسم القمص أنطونيوس الشايب. وكان قرار البابا تواضروس الثاني قد شمل أيضا تكليف الراهب باخوم الباخومي نائبًا لأديرة إسنا وأرمنت على أن يكون الأنبا هدرا مشرفا عاما على الرهبان والإبراشية، منهيًا بذلك عمل اللجنة البابوية المشرفة على الإبراشية والمشكلة من الأنبا يوأنس، أسقف عام الخدمات بالكنيسة، والأنبا بيمن، أسقف نقادة وقوص، والأنبا هدرا، مطران أسوان. والتي ظلت تمارس عملها طوال ثلاثة عشر عاما منذ صدور قرار البابا شنودة الثالث باستبعاد الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر في عام 2000 .