المسلسل الذى أوحت غادة للسيناريست أيمن سلامة بقصته، وشهد عديدا من الخلافات بينها وبين مخرجه محمد سامى وصلت إلى قضايا ضرب ومحاضر متبادلة بينهما في أقسام الشرطة، لم يكن بالعمل الرائع الذى يحمل إبهارا وتشويقا كعادتها كل عام، انتهى بصدمة لم يكن ينتظرها أحد. 30 حلقة قضاها المشاهد بطولها ورتابتها أمام بطلته الفنانة غادة عبد الرازق ومسلسلها "حكاية حياة"، وانتظر منها شأن كل عام تقديم كل ما هو جذاب ومختلف، ولكن أتت رياحه بما لا تشتهى سفن الجماهير. ورغم تحمل المشاهد طوال 30 حلقة "فظاعة" الألفاظ الخادشة للحياة بمعنى الكلمة، مع تدنى مستوى الحوار وهو الأمر الذى انتقده جميع المشاهدين، ودافع عنه المؤلف في لقاء تليفزيونى بحجة أن لغة الشارع تغيرت بعد الثورة، وأنه من الطبيعى أن تتغير لهجة الدراما، لكنه في الواقع كان من الممكن أن يقدم هذه الألفاظ بشكل غير مبالغ فيه كما حدث حيث أنه لم يكن يوجد مشهد داخل الحلقة إلا ويحمل لفظ غير لائق، حتى دون أن تكون هناك ضرورة لذلك في حين أنه في الحلقة قبل الأخيرة والتى توفي فيها "يوسف" شقيق "حياة" حيث جلس مع نفسه وظل يقول " ياااه يايوسف ما أنت كمان وحش قوى ومش عدل" رغم أنه أفعاله طوال المسلسل كان تستدعى أن يقول لفظ خارج مثل التى كان يقولها طوال أحداث العمل هذا بالإضافة إلى أن مؤلف العمل أيمن سلامه في حواره التلفزيونى عندما جاء ليدافع عن هذه الألفاظ الخادشة قال "مش معقول يقول واحد مثلا مراته خانته أو بيتصرف غلط.. انت وحش أو انتى وحشة بالتأكيد لازم نستخدم هذه الألفاظ". كل هذا كان من الممكن تفاديه إذا كانت نهاية الحلقة الأخيرة منطقية، والتى قدمت "حياة" بطلة العمل طوال الأحداث الفتاة المظلومة، وأن شقيقتها شخصية شريرة ووالدتها مثلها والاثنان كانوا يمارسون الرذيلة ويخونها، جاءوا في الحلقة الأخيرة مظلومين كما أن "حياة" فتاة مريضة نفسية وهى التى القت بوالدتها بالفعل من على السلم، ويبدو أن تيمة المفاجأة التى قدمتها غادة والسيناريست أيمن سلامة في رمضان الماضي من خلال مسلسل "مع سبق الاصرار" قد أعجبتهم وقرروا أن يكرروها في أعمالهم المقبلة ولكنهم لم يكونوا موفقين فيها في هذه المرة. وإن كانت "حياة" بالفعل هى مريضة نفسياً وهو أمر جائز، فكيف تأكدت هذه المريضة أن الدكتور هشام الذى كان يقوم بعلاجها داخل المستشفي هو شخص انتهازى يستغلها مادياً كما ظهر بالعمل حيث أنها قالت له في حلقات سابقة أنها كشفته منذ اليوم الأول لقدومه بالمستشفي، وإذا كانت هى بالفعل مريضة فكيف كانت تعرف أن زوجة "شقيقها" يوسف هى فتاة لاعوب تقيم عدة علاقات مع رجال مختلفين، وتحذره من عدم الزواج منها كما ظهر بالحلقات، وإذا كانت هى مريضة فكيف ستخطط للانتقام من زوجة شقيقها كما كانت تتحدث معه، وأحداث أخرى غيرها غير منطقية لا تتفق مع كونها شخصية مريضة، فإن كان المرض النفسي قد يصور أحداثا مغلوطة للشخص أو يجعله يخطط لأحداث تكمن الشر لكنه ليس من المنطقي أن يجعله يكشف حقائق الآخرين. ولعل أداء غادة في الحلقة الأخيرة كان بمشاهد العمل كله التى قدمتها، وانتقدها البعض فيها وقالوا إن أدائها مفتعل ودموعها غير حقيقية -كما عبروا على مواقع التواصل الإجتماعى- حيث قدمت في آخر حلقة شخصية المريضة النفسية حسب المثل الشعبي-زى ما قال الكتاب- سواء في حركة عينيها ورعشتها أو انفعالات فمها وطريقة تحدثها، وإن كانت هذه الحلقة "تغسل ماء الوجه" لأدائها طوال الحلقات. ويعد مسلسل "حكاية حياة" هو الأكثر مشاهدة والانتقاد في الوقت ذاته في هذا العام، وذلك بسبب تعدد الألفاظ والمشاهد الجريئة به طوال أحداث العمل.