رصدت "بوابة الأهرام" معاناة اليوم الأول في حركة التعاملات في البنوك التي فتحت أبوابها أمام الجمهور بعد أيام التوقف العصيبة، وكذا مكاتب البريد التي يتم من خلالها صرف المعاشات. وقف محمد محمود يتصبب عرقا متململا من طول الانتظار فلقد جاء من بلده بالمنوفية، ليستأنف عمله من جديد ويقبض مرتبه -من ماكينة الصرف الآلي- الذى تأخر 10 أيام عن ميعاد صرفه المحدد بسبب الأحداث التى مرت بالبلاد، حال محمد لم يختلف عن حال الكثيرين الذين وقفوا أمام أفرع البنوك أو ماكينات الصراف الألى على عكس التوقعات أن المصربين سيقومون بسحب أرصدتهم من البنوك. وعلى أبواب البنك الأهلى شهدت ماكينات الصراف الآلي تزاحما شديدا، ليقف أحد الموظفين يرجو من المواطنين الالتزام وأن يلتزموا بحدود الصرف. ورفض العديد من المسئولين بالبنوك إعطاء أى معلومات خاصة عن البنوك مؤكدين أن الوقت لا يسعفهم اليوم وهو أول أيام العمل، إلا أن أحد الموظفين قال إنه نتيجة للزحام يقوم بإدخال كل 5 عملاء إلى داخل البنك ليصرفوا مرتباتهم ومعاشاتهم. لم يختلف المشهد على أبواب البنك التجارى الدولى، حيث وجدت مجموعة كبيرة من العملاء قبل أن يفتح البنك أبوابه لهم، حتى ينتهوا سريعا من معاملاتهم ويعودوا إلى عملهم مرة بعد توقف الأشغال أستمر لمدة 10 أيام. وقام البنك بفتح 30 فرعا من فروعه فقط، وانتقل موظفو الفروع المغلقة للعمل بالفروع التى فتحت أبوابها للجمهور لمساعدة زملائهم لتلبيية الضغط الشديد. وعقب انتهاء ساعات عمل البنوك فى الواحدة ظهرا والتى حددها البنك المركزى، تبقى عدد من العملاء لم تكن معاملاتهم المالية انتهت، فطلب الموظفون منهم الدخول إلى الفرع لحين استيفاء طلباتهم وقاموا بغلق أبوابه. وشهد البنك حركات للإيداع على العكس ما توقعه البعض وهو ما ساعد على تلبية احتياجات العملاء لمواجهة عمليات السحب النقدية التى لم تتعدى 50 ألف جنيه وفقا لم تم الأتفاق عليه مع البنك المركزى. وفيما يخص الدولار كانت حجم تعاملاته من 5.86 حتي 5.91 جنيه أي فى حدود 5 قروش بالبنك على عكس توقعات الكثير من المستثمرين والمصرفيين. واستمرت كافة العمليات الدولية مستمرة فترة التوقف للشركات الملاحية والدولية العاملة فى قناة السويس وبورسعيد، وعمليات التحويلات مستمرة بين البنوك، بالإضافة إلى استثمار السيولة الزائدة من العملات الأجنبية بالخارج. واختلفت حدود السحب من ماكينات الصراف الآلى من بنك لآخر لكنها بكل الأحوال لم تتعدى 3 آلاف جنيه خلال العشرة أيام الماضية وإغلاق البنوك لأبوابها. أما المشهد الأكثر حزنا، فهو وقوف مئات من كبار السن وتدافعهم أمام منافذ الهيئة القومية للبريد قبل أن تفتح أبوابها للجمهور من أجل الحصول على معاشهم سواء لمن كانوا يعلمون بالحكومة أو التابعين لمظلة الضمان الاجتماعى لأكثر من 1.2 مليون مستفيد تتوزع على 3700 مكتب تتوزع على أنحاء الجمهورية . وعلي صعيد آخر أعلنت شركات الصرافة استيائها من الحد الاقصي لمعدل صرف الدولارات الذي وضعه البنك المركزي وهو 10 آلاف دولار معلنين أن هذا مبلغ غير كاف للمواطنين لتسيير أعمالهم خاصة في قطاع الاستيراد والتصدير. وكشف أحد المسئولين بشركات الصرافة عن أن الطلب اليوم كان أكثر من العرض بكثير ولم يستطيعوا تلبية احتياجات المواطنين.