أدانت رابطة الصحفيين السوريين الحملة الإعلامية التي يتعرض لها السوريون في مصر. وقالت الرابطة في بيان لها اليوم الثلاثاء تلقته "بوابة الأهرام" من الكاتبة غالية قباني عضوة الرابطة بلندن: "يتعرض اللاجئون السوريون في مصر لحملة مسيئة من وسائل إعلامية مصرية محلية وصلت لحد التحريض على قتلهم بما يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان وأخلاقيات المهنة ومبادئها الأساسية وصلت حدّ التحريض على قتلهم، عبر الدعوة لإعدامهم مباشرة (على قناة أون تي في)، أو الدعوة لضربهم بالأحذية مع وصفهم بأقذع الألفاظ (يوسف الحسيني - أون تي في)، أو الترويج لأكاذيب تسيء لشرف النساء السوريات في مصر، من قبيل الادعاء بأنهن يعملن بالدعارة لدى المعتصمين من الإخوان المسلمون في ميدان رابعة العدوية (محمد الغيطي - قناة التحرير)، دون أن ننسى الإهانات المتكررة من قبل توفيق عكاشة عبر قناة الفراعين، أو زعم تسول السوريين طعام المصريين (خيري رمضان)". وأشار البيان إلى أنه يمكن وصف الحملة على السوريين في مصر بأنها "حملة افتراءات" تستند إلى إشاعات مغرضة تتهم مجمل السوريين بالمشاركة في المظاهرات إلى جانب الإخوان المسلمين، وبلغ الأمر بالمذيعة لميس الحديدي (قناة سي بي سي) أن زعمت أن كل من هم في ميدان رابعة العدوية من "السوريين المرتزقة الذين يعتصمون مقابل المال". وقالت الرابطة "حتى مع افتراض وجود حالات فردية شاركت إلى جانب هذا الطرف أو ذاك، فهل يصح الادعاء بأن هذه المشاركة ظاهرة عامة يتم على أساسها استهداف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذي لجأوا إلى مصر يطلبون الأمان ويستجيرون من القمع والضيم الذي لحق بهم في بلادهم؟ ولماذا يتم التجاوز عن حقيقة أن الجالية السورية في مصر أصدرت بيانات عدة تؤكد فيها وقوفها على الحياد ورفضها التدخل في الشأن الداخلي المصري، وتشدد على المسئولية الشخصية لكل من يشارك إلى جانب أي من الطرفين؟". ورأى البيان أن مثل هذه الإساءات الإعلامية المتكررة للسوريين في مصر تشكل خرقاً فاضحاً ل"ميثاق الشرف الإعلامي" الذي يحكم ضمير الصحفي ويوقع عليه بمجرد انتمائه إلى نقابة صحفية، والذي من بنوده حظر الخطاب الذي يحضّ على الكراهية وتحريم استهداف مجموعات بشرية معينة لدين او جنس أو عرق، ناهيك عن الدساتير والتشريعات التي تجرّم التحريض على العنف وتؤكد على المبادئ نفسها. ودعت "رابطة الصحفيين السوريين" إلى مساندة حراك الشعب السوري من أجل الحرية والخلاص من الطغيان، وقالت "إن من واجبها التذكير بكل تلك القيم، والتأكيد على الروابط العميقة بين الشعبين السوري والمصري، ومن شأن الإساءات المتكررة عبر الإعلام المصري أن تترك آثارها في مستقبل العلاقات بين الأشقاء. وطالبت الرابطة السلطات المختصة في مصر باتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف هذه الظاهرة التي تعرّض حياة مواطنين سوريين يقيمون على أرض مصر (ويتمعتون بحمايتها)، للخطر. وطالبت رابطة الصحافة السورية بالتصدي لروح العنصرية التي تبثها بعض وسائل الاعلام والتي تشكل إساءة للإعلام والإعلاميين في مصر التي عهدناها ارضا للتسامح والحرية منذ هاجر اليها الشوام قبل اكثر من قرن هربا من الاضطهاد في بلادهم وكونوا صحافتهم التي عبرت عنهم وعن كامل الشعب المصري.