دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية الإدارة الأمريكية إلى تغيير مسارها الذي تنتهجه إزاء إيران بعدما غيرت الأخيرة مسارها بانتخاب حسن روحاني. واعتبرت -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني مساء اليوم الأحد- فوز روحاني الذي وصفته بالمفاجئ، بمثابة نافذة أمل جديدة نحو تخفيف حدة التوتر القائم بين إيران والغرب حول الملف النووي الإيراني، وكذلك إزاء قضية أكثر إلحاحا تتمثل في الصراع "ذاتي التدمير" بين الشيعة والسنة الذي أودى بحياة الآلاف في كل من سوريا والعراق مهددا منطقة الشرق الأوسط بالكامل. وقالت الصحيفة: إن حسم روحاني للانتخابات من أول جولة إنما يؤكد أن الانتخابات الإيرانية هي دائما غير قابلة للتوقع، كما رأت أن الإقبال الكبير من قبل الناخبين الإيرانيين على صناديق الاقتراع إنما يظهر مدى إدراكهم أنهم بصدد اختيار حقيقي. وعزت الصحيفة فوز روحاني على هذا النحو إلى سببين" أولهما اتحاد صفوف معسكرات الإصلاحيين كلها والوقوف وراءه بعد دعمه من قبل الرئيسين الإيرانيين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، مقابل تشتت أصوات المحافظين بين خمسة مرشحين. فيما يتمثل السبب الثاني في آداء روحاني المتميز في ثلاث مناظرات تليفزيونية مقابل عروض ضعيفة لمنافسه سعيد جليلي الذي كانت التوقعات تشير إلى تصدره للسباق. ولفتت الصحيفة إلى التعهدات التي قطعها روحاني خلال تلك المناظرات" بالتتخفيف من حدة التوترات مع الغرب والسعي لوضع نهاية للعقوبات الدولية، في إنحاء ضمني باللائمة على أسلوب سابقه أحمدي نجاد ببياناته المستفزة وتوجهه العنيد. وعلى الجانب الأمريكي، رأت "الجارديان" أن إدارة أوباما في حاجة إلى تقييم الموقف والتفكير بجدية بعد النتيجة المفاجئة للانتخابات الإيرانية، لاسيما وأن ردود فعل الإدارة الأمريكية الأولى على هذه الانتخابات شابها الكثير من الأخطاء" سواء كانت بالتعالي على الناخبين أو بمطالبة روحاني على نحو غير مهذب بالالتفات لإرادة الشعب الإيراني. وتساءلت الصحيفة قائلة: إذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة بالفعل للتعاون مع الحكومة الإيرانية بشكل مباشر كما زعمت أمس السبت، فلماذا لم تبعث برقية تهنئة إلى روحاني. وقالت "الجارديان" إن أصل الصراع بين إيران والغرب يتمثل في عدم استعداد الإدارة الأمريكية قبول استقلالية إيران في السياسات الخارجية والداخلية، ولكنها بدلا من ذلك دائما ما تترصد الحكومة الإيرانية وتضع نواياها موضع الاتهام. ودللت الصحيفة البريطانية على صدق اتهامها" باختراع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لما يسمى "محور الشر" لتحبس فيه إيران على الرغم من أن رئيسها في ذلك الوقت، محمد خاتمي، كان معتدلا. وقالت الصحيفة في ختام تعليقها: إن الإدارة الأمريكية لديها اليوم فرصة مواتية لبدء صفحة جديدة في التعامل مع إيران.