شارك آلاف من البدو في إسرائيل في مسيرة في مدينة بئر السبع الجنوبية، الخميس، احتجاجًا على خطة الحكومة لتوطين عشرات الآلاف من البدو الذين يعيشون في الصحراء في مدن سكنية دائمة، بحسب وسائل الإعلام. وذكرت الإذاعة العامة أن المحتجين حملوا الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة الإسلامية في إسرائيل وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا نقب" في إشارة إلى الصحراء التي يعيش فيها معظم البدو. ولم تكشف الإذاعة عدد المشاركين واكتفت بالقول إن "الآلاف" ساروا وسط المدينة وأوقفوا حركة السير. وكانت لجنة توجيه عرب النقب قد دعت لإضراب شامل في النقب، وذكرت الإذاعة أن 85 ألف طفل بدوي تغيبوا عن المدرسة الخميس في إطار إضراب عام، مشيرة إلى أن أعدادًا كبيرة من النساء والأطفال شاركوا في المسيرة. وشارك في التظاهرة أعضاء كنيست عرب، ورئيس لجنة المتابعة العربية. وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشئون التشريع قد وافقت الشهر الماضي على خطة برافر التي تقضي بمصادرة نحو 700 ألف دونم من أراضي النقب وإزالة نحو أربعين قرية غير معترف بها ومن أجل تنفيذ نقل سكاني للبدو في النقب على أن ترصد الحكومة ميزانيات خاصة له. وستطرح الخطة بعد عشرة أيام على الكنيست للموافقة عليها بالقراءة الأولى والثانية والثالثة قبل أن يصبح قانونًا. وقالت الحكومة إنها ستبذل وسعها لإضفاء الوضع القانوني على قرى النقب التي لا تعترف بها السلطات حاليًا إذا ما توافرت فيها الشروط الأساسية الدنيا لكي تكون مناسبة للسكان. إلا أنها لم تكشف مطلقا عن هذه المعايير. وفي حديث للاذاعة، علق وزير الاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي على المظاهرة بقوله "كل من يرفع علما فلسطينيا ويعتبر نفسه فلسطينيا فليرحل الى نابلس ويقيم فيها منذ الليلة"، مشيرًا "بأنه ملتزم بايجاد حل لقضية توطين البدو وسيجتمع مع قادتهم اليوم." ومن جهته قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبدالفتاح لوكالة فرانس برس "جاءت التظاهرة اليوم مع اقتراب موعد بحث مشروع برافر لتقديمه كمشروع للتصويت عليه في الكنيست". وأضاف "انطلقت المظاهرة من السوق المركزية في بئر السبع، ووصلت حتى الساحة المركزية للمدينة عند مبان الحكومة لمسنا الغضب عند آلاف الشباب المتظاهرين وواضح أن الأمور تزداد سخونة في النقب". وأوضح عوض عبدالفتاح "كان من المفروض أن يجري التصويت على الخطة بعد أسبوع، لكن التصويت أُجل؛ لأن هناك خلافًا داخل الائتلاف الحكومي، فهناك أطراف في الائتلاف غير موافقة على الخطة؛ لانها تعتبر كمية مصادرة الاراضي غير كافية وقليلة". وأشار إلى أن "الحكومة تتجاهل مطالب البدو ومع اقتراب تنفيذ مشروع برافر فإن الاعتداءات على البدو وممتلكاتهم وعملية هدم البيوت تزداد، وفي المقابل لمسنا عند البدو أن الغضب والاستعداد للمواجهة يزداد". وأكد "ما يحصل اليوم هو غزو حقيقي للأرض، وما يحصل الآن تقوم الدولة باستعمار داخلي". وقال أن الشرطة استدعت قوات إضافية وشرطة الخيالة ووحدات خاصة لتسيطر على المتظاهرين عندما وجدت انها ستصطدم معهم". ويعيش نحو 160 ألفًا من البدو في إسرائيل أكثر من نصفهم في قرى في صحراء النقب، ولا يستفيدون من الخدمات البلدية مثل المياه والكهرباء لأن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بهم.