بعد أن تجاوزت أزمة لقاء موسي والشاطر في اجتماعها الأخير، تواجه جبهة الإنقاذ الوطني تهديدا تنظيميا آخر، متعلق بنية حزب التحالف الشعبي الانسحاب من الجبهة وتشكيل تكتل ثوري، بسبب ما يعتبره افتقاد الجبهة قدرة التواصل مع القوى الثورية الحقيقية، وغياب الديمقراطية الحقيقية داخل هيكلها التنظيمية. أتى بيان الحزب الذي يبدو أن زعيمه عبد الغفار شكر صاغه بعناية، ويحمل انتقادات عنيفة للجبهة، واتهمها صراحة بغياب الآليات الواضحة في عملية اتخاذ القرار السياسي داخلها، كما ظهر عجزها السياسي، بسبب ما أسماه البيان بطبيعة القوي المشاركة فيها، افتقادها قدرة التواصل مع الحركات والقوي الثورية والاحتجاجات الاجتماعية، ما أدي إلي شيوع انفراد بعض أطراف الجبهة باتخاذ مواقف فردية دون تشاور أو تنسيق مع باقي أطراف الجبهة. إضافة البيان، أن قرار البقاء داخل الجبهة من عدمه منوط بحسمه للمكتب السياسي للحزب، حيث سيطرح على أجندة اللجنة المركزية في اجتماعها القادم، لتقرير مدي ملائمة استمرار الحزب داخل جبهة الإنقاذ من عدمه، مؤكدا سعي الحزب للمشاركة في بناء تحالفات سياسية أوسع مع كل القوي الديمقراطية الساعية لفرض حد أدني من قواعد الديمقراطية وحكم القانون عند إدارة شئون الدولة أو الصراع السياسي. تحالف يعتقد البيان أنه سوف يضم بالإضافة للمنظمات السياسية وجمعيات أهلية وكيانات نقابية وقوي ليبرالية ويسارية، شرط الالتزام بموقف حاكمة للتحالف الجديد تؤكد على رفض مساعي استدعاء المؤسسة العسكرية للعمل السياسي مجددًا، في إشارة لمطالب بعض قادرة الإنقاذ تدخل الجيش بالسياسة، أو الاستقواء بأركان السلطة القديمة، بالإضافة لضرورة الدفاع عن الحريات العامة وعن كل أشكال الاحتجاج الاجتماعي والسياسي من أي محاوله للانقضاض الأمني عليها. ورفضت الدكتورة كريمة الحفناوي الأمين العام لتحالف الشعبي الاشتراكي، تأييد وجود قرار جماعي مسبق بالانسحاب من جبهة الإنقاذ، مؤكدة أنها مع عبد الغفار شكر في آرائه بضرورة أولوية بناء قطب ديمقراطي ثوري يضم القوى ووضع آليات وميثاق شرف، بعدما اتضح غياب آليات واضحة لاتخاذ القرار داخل الجبهة التي ضمت قوى سياسية. وأضافت بقولها: أن اللجنة المركزية للحزب المقرر عقد اجتماعها بعد غد، بصدد اقتراح ميثاق شرف وعرض آلياته ومقترحاته، ومن يخرج عن مضامين هذا الميثاق يخرج من تحت مظلة الجبهة، وحينها من الممكن أن ينسحب الحزب ونقوم بتكوين تكتل لنا إذا لم نصل إلى اتفاق. وعبرت عن أملها في الاستمرار وعدم الانسحاب من الجبهة، ولكن إذا وجدنا أنهم لم يتفق معنا في ميثاق الشرف المقترح سننسحب من الجبهة. إزاء حدة هذا البيان، ما حمله من مضامين، دعا الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، الذي هدد من قبل الانسحاب من الجبهة، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إلي نبذ فكرة الانسحاب من تكتل جبهة الإنقاذ، وضرورة الحفاظ علي وحدة الجبهة في تلك المرحلة التي تشهد حراك جماهيري معارض للسلطة، مؤكدا أن المستفيد الوحيد من هذا الأمر هو تيار الإسلام السياسي، والسلطة السياسية. وأضاف الغزالي الحرب، أن فكرة الانسحاب سهلة، ولكن علينا العمل معًا موضحا أن الاجتماع الأخير لجبهة الإنقاذ، شهد انتقادات كبيرة للقاء الذي جمع بين عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر وخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ولذا على جميع أحزاب الجبهة العمل على رأب الصدع الداخلي وزيادة مجالات التعاون المشتركة. ومن جانبه، قال جورج إسحاق القيادي بحزب الدستور: علينا انتظار القرار الأخير الذي سيسفر عنه اجتماع اللجنة المركزية لتحالف الاشتراكي حول استمرار داخل الجبهة من عدمه، لكون الجبهة لم يصلها أي شيء يشير لنية التحالف الانسحاب من الجبهة. وأكد إسحاق إنه إذا انسحب التحالف من الجبهة، فلن يكون تأثير على تماسك الجبهة، وسوف تحافظ الجبهة على مسيرتها وقوتها ووحدتها الداخلية، تحديدًا بعد قرارها عدم إجراء لقاءات مع أي أطراف بالسلطة إلا بعد موافقة جبهة الإنقاذ. وكشف إسحاق أن مسألة انسحاب التحالف الشعبي سيتم مناقشتها في الاجتماع الدوري للجبهة الأسبوع القادم. فيما أكد حسام الخولي السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، والمكلف بحضور اجتماعات الجبهة عن الحزب، أن جميع أحزاب وقوى الجبهة يعملون الآن على الحفاظ على تماسكها ووحدتها، مشيرًا إلى قرار التحالف البقاء أو الانسحاب من الجبهة يرجع بالأساس لإرادة الحزب ذاته ووجهة نظر أعضائه وقياداته التنظيمية. وقال الخولي: إن دخول حزب أو خروجه من مظلة الجبهة، لن يؤثر على مسيرتها مع احترامنا لأعضاء وقيادات التحالف حسب توصيفه. وأضاف أن التأثير الحقيقي على الجبهة سيكون حال وجود ثقل سياسي لهذا الحزب من هذا التاريخ وانتشاره داخل محافظات مصر، ووجوده داخل المؤسسات التشريعية والمحلية مثل حزب الوفد. وأكد الخولي، أن جبهة الإنقاذ تتكون من أحزاب كبيرة وذات ثقل وأخرى ناشئة، والكل يكمل بعضه البعض، مشيرًا إلى أن كل حزب من تلك الأحزاب يمثل قوة مضافة وإيجابية لقوة الجبهة، وقدرتها على المعارضة البناءة. وناشد الخولي قيادات التحالف الشعبي عدم التسرع في اتخاذ أي قرار من شأنه الانسحاب من الجبهة، لحاجة الجبهة للتماسك والوحدة الداخلية أكثر من أي وقت مضى، والمفروض إلا نعطي الفرصة للإخوان المسلمين لتفتيت الجبهة.