التقى السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، وفدًا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وهي جماعة سورية معارضة تتألف من عدة أحزاب سياسية وشخصيات معارضة مستقلة من داخل سوريا وخارجها وذلك بمقر وزارة الخارجية المصرية. وصرح مصدر دبلوماسي مطلع، بأن الجانب المصرى استمع خلال هذا اللقاء لرؤية وفد المعارضة السورية حول كيفية انتقال سوريا من حالة الصراع الحالى إلى حل سياسى وتشكيل حكومة انتقالية من خلال مؤتمر جينف 2 المرتقب عقده خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف المصدر أن هذا اللقاء يأتى فى إطار حرص مصر على التواصل مع جميع قوى المعارضة السورية من أجل التوصل إلى حل السياسى للأزمة السورية ووقف اراقة دماء الشعب السوري. من جانبه شدد رجاء الناصر "أمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" في تصريحات له عقب اللقاء على أهمية الدور المصري في حل الأزمة السورية، مشيرا الى أن مصر دولة اقليمية ليست لها مطامع خاصة أو حزبية أو فئوية فى سوريا كما أن تغير الوضع السورى جزء مهم من الأمن العام العربى بصفة عامة والمصرى على وجه الخصوص. وقال إنه بحث مع مسئولي الشئون العربية بوزارة الخارجية أهمية مشاركة جميع القوى السورية للعملية التفاوضية بسوريا والعمل المشترك للتنسيق على وحدة المعارضة السورية سواء عبر وفد موحد أو عبر مذكرة تتضمن رؤية مشتركة لإدارة المفاوضات فى مؤتمر جينيف 2. وأضاف أن المباحثات مع الدبلوماسيين في مصر تركزت أيضا على ضرورة أن يكون هناك وفد موحد من المعارضة السورية للتفاوض خاصة حول نقاط الحد الأدنى والأعلى للمطالب. وأشار إلى أنه تم أيضا بحث مجمل الأوضاع المحيطة بالأزمة السورية بما فيها ضرورة إيقاف أى تدخل مسلح من أى طرف خارجى فى النزاع فى سوريا وإعتبار هذا التدخل بمثابة إلقاء الزيت على النار فى الأزمة السورية. وشدد على أهمية استمرار الجهود المشتركة التي تبذل لإنجاح العملية السياسية فى سوريا نظرا لأنها المخرج الوحيد لحل الأزمة السورية خاصة فى ظل التوازن العسكرى بين أطراف الصراع،وعدم قدرة أى فريق على حسمه مما يجعل هذا الصراع عبثيا ويؤدى إلى المزيد من الخسائر فى صفوف الشعب السورى وفى عدم توحيد الجبهة الداخلية وهو أمر يدخل سوريا فى نفق مظلم لن تخرج منه. وحول تدخل بعض عناصر من حزب الله اللبنانى لمساعدة النظام السورى، قال رجاء الناصر: إن الهيئة ترى أن هذا التدخل العسكرى كانت له آثاره الخطيرة جداً على وحدة المجتمع السورى "حيث أنعش المظاهر الطائفية والمذهبية فى الصراع وهو ما يهدد وحدة المجتمع السورى تهديداً جديداً." وحول رؤية الهيئة لضرورة عقد مؤتمر جنيف 2، أكد الناصر على ضرورة بذل كل الجهود والسعى لإنجاح مؤتمر جنيف 2 باعتبار أنه المدخل المتاح للحل السياسى فى سوريا وأن تتيح التفاعل للأبعاد الثلاثية فى الأزمة السورية الدولى والإقليمى والداخلي. وقال الناصر: لابد من إطلاق سراح المعتقلين السوريين وإيقاف عمليات العنف ضد المدنين وإيقاف إطلاق النار وتأمين عمليات الإغاثة، مضيفا أن الهيئة طرحت منذ فترة أن أى حل فى مؤتمر جنيف 2 لابد أن يجب أن يكون مبنى على مؤتمر جنيف 1 لأن الهدف الرئيسى للعملية السياسية هو الانتقال بسوريا من النظام الاستبدادى والديكتاتورى الراهن، إلى نظام ديمقراطى تعددى جديد وبالتالى فرحيل النظام السورى الحالى بكل ما يمثلة والبدء فى مرحلة انتقالية تقودها حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات دون استثناء والسيطرة على الأجهزة الأمنية والعسكرية، لتأمين عملية الانتقال إلى المرحلة الجديدة. وقد ضم وفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، المنسق العام حسن عبد العزيز وأمين سر الهيئة رجاء الناصر وعضو المكتب التنفيذى رياض إضرار وأمين فرع الوطن العربى محمد حجازى.