انتقد عدد من النشطاء السياسيين والشخصيات العامة تكرار واقعة إقحام الخلافات السياسية وتوجيه الطلاب لرؤية سياسية معينة فى الامتحانات بالمدارس على مستوى عدد من محافظات الجمهورية. ونشرت صفحة 6 إبريل أمس صورة من امتحان اللغة العربية بمدرسة ههيا الثانوية بالشرقية، والتى جاءت قطعة النحو بها كالتالى ( يا لعظمة القرارات الدستورية السامية التى تسمو بالإنسان إلى سماء الحرية، والتى سرعان ما يستنشق عبيرها أصحابها حتى أخذت الأنسام التى تحقق الديمقراطية تهب على أرض مصر، وكان الإخلاص والصدق كلاهما وراء تلك القرارات التى تدل على أن المصريين أولو أخلاق فاضلة)، وانتقدت الصفحة هذه الواقعة بخاصة أنها حدثت فى مسقط رأس الرئيس محمد مرسى. و ليست هذه المرة الأولى التى تحدث مثل تلك الحالة، فمنذ أقل من شهرين قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء امتحان اللغة العربية بمدرسة «أبيس» الإعدادية بالإسكندرية، لشهر مارس، بعد أن وردت عبارات بورقة الامتحان تهاجم «جبهة الإنقاذ» وتصفهم باللصوص. وجاء في السؤال الخاص بموضوع التعبير: «لقد خرج علينا قطيع من اللصوص ممن تجرّعوا مرارة الهزيمة والفشل زاعمين أنهم جبهة الإنقاذ، فأي إنقاذ هذا الذي يتشدقون به أولئك الذين عاثوا بالأرض فسادًا غير عابئين بمصلحه الوطن ومقدرات شعبنا العظيم». وكتب واضع الامتحان في قطعة النحو: «نعم للشرعية نعم لأول رئيس شرعي انتخبه الشعب بإراداته ولا للفلول الفاشلين واللصوص الساعين لاغتصاب سلطة شرعية». هذا بالإضافة إلى الواقعة التى حدثت الخميس الماضى فى امتحان الصف الثانى الثانوى "صناعى" للغة الإنجليزية بمدرسة قلين الثانوية الصناعية، والتابعة لإدارة قلين التعليمية بكفر الشيخ، حيث دار الحوار بين مبارك الذى يتحدث إلى الرئيس مرسى قائلا: أهلا سيادة الرئيس، ويسأله إذا كان من الممكن أن يساعده فى الحصول على الحرية، ويرد عليه مرسى ب "نعم"، ويسأله أين أموال مصر، فيرد مبارك أنها مع زوجته سوزان، وعند سؤالها ترد ساخرة "مبارك لكم والأموال لى". من جانبه أكد الدكتور حسن نافعة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة – أن هذه الوقائع تعكس حالة غير صحية،و طالب رجال التربية والتعليم أن يكفوا عن إظهار نوع من النفاق للسلطة القائمة. و قال فى تصريحاته "لبوابة الأهرام": إن هذا النوع من النفاق السياسى تواجد على مر العصور السابقة، سواء فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، أو أنور السادات، أو مبارك، ولا يجب أن يتكرر الآن؛ لأن العقلية المصرية من المفترض أنها تغيرت بعد قيام الثورة. وأضاف نافعة أن الحقائق يجب أن تقدم للطلاب بطريقة موضوعية، بدون أن تعكس أى نوع من النفاق، فإذا كان هناك ضرورة لإعطاء أمثلة معينة، فهناك عشرات الأمثلة التى يمكن أن تصل لنفس المعنى دون أن تبدو وكأنها محاولة لإظهار قدر من المجاملة للسلطة الحاكمة. وأوضح أنه من الواجب أن يكون لدى الطالب وعى سياسى ويجب على المؤسسات التعليمية تنمية هذا الوعى من خلال وجود منهج للتاريخ يتسم بالحياد والموضوعية، ومن خلال تربية الملكة النقدية لدى الطالب وعد الاعتماد على المنهج التلقينى، فمجرد تدريب الطالب على كيفية إعمال العقل النقدى والتفكير والتدبر وهذا يسهم فى تنمية الوعى السياسى بشكل مباشر وغير مباشر. أيضا يمكن تنمية الوعى السياسى لدى الطالب من خلال الأنشطة الطلابية كانتخابات الاتحادات الطلابية، ويضيف د.حسن نافعة أن تنمية الوعى السياسى لدى الطلاب يجب أن يتم بطريقة مهنية عقلانية بعيدة عن نفاق أو مجاملة الحاكم.