أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أقر بتسلم مكتبه أموالا من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" خلال العشرة أعوام الماضية نافيا استلام دفعة نقدية شهرية معتبراإياها أنها "مبلغ ضئيل". وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أن كرزاي كشف عن هذه القضية بعد إعلان صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها أمس الأحد قيام وكالة "سي آي إيه" بتسليم عشرات الملايين من الدولارات نقدا في حقائب سفر وحقائب ظهر وأكياس بلاستيكية لمكتب كرزاي بهدف الحفاظ على نفوذها في أفغانستان. وفي مؤتمر صحفي عقد في عاصمة فنلندا هلسنكي، قال كرزاي "نعم لقد كان مكتب الأمن القومي يتلقى تمويلا من أمريكا على مدار العشرة أعوام الماضية" وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يتسلم أموالا من وكالة الاستخبارات الأمريكية. وجاءت تصريحات كرزاي - الذي يقوم بجولة في شمال أوروبا - بعد اجتماعه مع الرئيس الفنلندي سولى نينيستو. ولم تكن أمريكا الدولة الوحيدة التي تدعم القصر الرئاسي الأفغاني بتمويلات سرية، ففي عام 2010، أقر كرزاي باستلام حقائب مليئة باليورو من الحكومة الإيرانية. ومن جانبهم، أكد مسئولون أفغان أن هذا التمويل السري كان يوجهه الرئيس الأفغاني لتمويل المعارضين وشراء ولاء زعماء القبائل في البلاد. وفى هلسنكي، قال كرزاي إن "تمويل وكالة سي أي إيه كان يصرف بأغراض عديدة منها مساعدةالجرحى والمرضى فضلا عن سداد إيجار بعض المنازل بجانب أغراض أخرى". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التمويل يمثل جزءا بسيطا من إجمالي التزام أمريكا لأفغانستان التي أنفقت مئات المليارات من الدولارات على الحرب في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان آواخر عام 2001 ولاتزال تحظى وكالة الاستخبارات "سي أي إيه" بوجود ملحوظ في أفغانستان مع تمسكها بإقامة تعاون وثيق مع وكالة الاستخبارات الأفغانية.