في مثل هذا اليوم من كل عام يسترجع عبدالهادي محمود فرغلى (63 عاما) أحد المحاربين القدامي في سيناء ذكرياته في الجبهة وهو يقوم بعمل مجسمات فنية. عبدالهادي فرغلي الذي تقاعد بعد خدمته في وزارة التربية والتعليم لا ينسى إطلاقاً ما تعلمه في الجبهة من صبر طويل وهو ما جعله يصمم على استخدام الزجاجات الفارغة في إدخال مجسمات تبدو في غاية الدهشة لكل من يراها مستخدماً طاقاته في التعلم عن طريق التجربة فقط والتصميم علي إبداع مايريد. من فتحة زجاج ضيقة يقوم المحارب القديم فرغلي بإدخال مجسمات كبيرة بها دون أن تتهشم الزجاجة حيث ينجح من خلال استخدام "أزميل" صغير في إدخال ما يريد في تلك الزجاجات بداية من سلالم الخشب ومروراً بعلب الشاي ونهاية بمجسمات لعبة الدومينو. يؤكد فرغلي ل"بوابة الأهرام" أن ذكرياته على الجبهة لاتنسي خاصة في ثغرة الدفرسوار وحصار الجيش الإسرائيلي للجنود المصريين لافتاً أنه لاينسي تلك الأيام المحفورة علي روحه وأنه لا يحبذ استرجاع ذكرياته المؤلمة مع أحبة رحلوا عن عالمه وشاركوا بدمائهم وأرواحهم من أجل استرجاع سيناء لمصر. وعن الهواية التي يتخذها ويقضي بها أوقاته بعد خروجه علي المعاش يوضح فرغلي أنه كان يعمل موجهاً لمادة التربية والفنية بمدارس قنا وأنه صمم علي إدخال هذه المجسمات في زجاجات لايتعدي حجمها 1 سم لافتاً أنه بعدد 13 زجاجة استطاع أن يصنع منها الجمال الفني وذلك لخدمة قطاع السياحة بعد مشاهدته لإجراء عملية يقوم بها طبيب بشرى بمنظار 2م. ويوضح أن عمله الفني يقوم على التجميع وإدخال قطعة منفصلة للعمل الفني، حيث استطاع إدخال مجسماته في مساحة لا يتعدى حجمها 1سم و8م، بحسب فتحة الزجاجة.