ربما تذوقت طعم سندوتشات "الحواوشي" الأكلة اللذيذة الشهيرة في الأماكن الشعبية، أو كنت معزوما عليها من صديق، أو تناولتها في رحلة باعتبارها الوجبة المفضلة لكثير من الناس، لكن الأفضل بالتأكيد هو أكلها من مصادرها الآمنة المعروفة وهو البيت، وهذا أفضل حالا من الاعتماد علي بعض بائعي "الحواوشي" من أصحاب الضمائر المعدومة. "الحواوشي" ذو الطعم المميز الذي يعرفه الجميع يعتمد علي اللحم المفروم الطازج، والفلفل، وزيت ذرة, والبهارات هي أحد أسرار طعمه الشهي التي تتكون من القرفة وجوزة الطيب والكبيبة الصيني والقرنفل، والكزبرة الخضراء، وورق لورا وحبهان مطحونين. لكن عندما يستبدل أحد الأشخاص هذه المكونات بأخري غير صالحة للاستخدام فهذه هي الكارثة. فلم ترحم مافيا الأغذية الفاسدة حاجة البسطاء في تناول سندوتشات "الحواوشي" بأسعار رخيصة، ولم تشفع الأعداد المتزايدة للإصابة بمرض الفشل الكلوي، في منع استغلال حالة الفقر التي يعاني منها أصحاب الدخول القليلة، حيث قام صاحب مخزن وعاطل بمدينة السلام بإعداد خلطة الموت من بقايا أرجل الدواجن الفاسدة واللحوم غير الصالحة ومكسبات الطعم والدهون المغشوشة والصلصة منتهية الصلاحية وكميات من الفول الصويا المستخدم كبديل للحوم. الأجهزة الأمنية بالقاهرة كانت تتابع عن كثب وجود بعض المحلات التي تقدم وجبات غذائية رخيصة الثمن بمدينة السلام، وتبين أن سعر رغيف الحواوشي لا يتعدي 75 قرشا ولا يتناسب مع قيمة محتوياته في حين أن المكونات التي يحتويها أي رغيف حواوشي تصل تكلفتها إلي 3 جنيهات. المثير للدهشة أن عددا من المطاعم المنتشرة في مدينة السلام ساعدت علي ترويج هذه اللحوم القاتلة من خلال ترويجها وجبات سريعة يتم تجهيزها في عبوات مختلفة وتوزيعها علي المواطنين البسطاء. وكانت المعلومات التي وردت إلي اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، تفيد بأنه تم التوصل إلي مصادر تلك المحلات التي توزع "وجبات الموت"، فتبين أن صاحب مخزن وصديقه يقومان بتجميع فضلات اللحوم المجمدة الفاسدة من المصانع غير المرخصة، ثم المرور علي محلات الدواجن في المناطق المختلفة للحصول علي أرجل الدجاج بهدف التخلص منها، حيث يتم بيعها مرة أخري للمواطنين. وبعد تحديد مكان تجميع "خلطة الموت" تمكنت الأجهزة الأمنية من خلال حملة ضمت أطباء الصحة ومفتشي التموين من ضبط المتهمين اللذين أعدا لتوزيع الحواوشي بتجهيز نصف طن من الدهون الفاسدة، ونصف طن صلصة غير صالحة للاستخدام الآدمي، والبقايا المتخلفة من ذبح الدواجن ونصف طن من اللحوم منتهية الصلاحية وكميات من مكسبات الطعم غير المصرح بها صحيا، وكل ذلك يصبونه في رغيف الحواوشي المفضل لدى قطاعات كبيرة من الجماهير لرخص تكلفته وتحولها إلي أمعائها دون أن تدري بالسموم التي تكمن فيها.