أكد الدكتور عارف خويلد، أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، أن النتائج الأولية للبحث القومى لتعاطى الإدمان فى مصر، أظهرت أن نسب التعاطى فى مصر تزيد وتتراوح ما بين 9,6٪ و 32٪. وأشار إلى أن نسب الأدمان المتوقعة على مستوى جمهورية مصر العربية تتراوح ما بين 1 و 3٪ داخل الفئة العمرية من 15 عاما وما فوق، مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر تتركز فى محافظة القاهرة وبلغت 10٪ ، والأقل فى محافظة المنوفية، كما ترتفع نسبة استعمال المخدرات بالمحافظات الساحلية، مضيفا أن البحث القومى شمل 105 آلاف مواطن، وأظهر أن 25 ٪ من تلك العينة تعاطت المخدرات فى الشهر الذى تم إجراء البحث خلاله، كما أظهر البحث أن ارتباط زيادة نسب التعاطى بتدنى مستوى التعليم والفقر وبين الحرفيين، ووجد أن المنوفية أقل المحافظات فى الجهل بالمخاطر. وأضاف بان البحث أظهر بان أكثر المواد المخدرة شيوعا هو الحشيش، ويليه المواد الأفيونية وعلى رأسها الترامادول الأكثر انتشارا، لافتا أنه خلال 5 سنوات قادمة، لابد من العمل جيدا حتى لا يظهر الهرويين فى المجتمع بشكل ضخم. وفجر خوليد مفاجئة من العيار الثقيل خلال المؤتمر الصحفى اليوم لاعلان خطة وزارة الصحة لعلاج الادمان انه لا يوجد فى مصر سوى 1500 طبيب نفسى فقط، ولا يعملوا بانتظام وينتقلوا من مكان لاخر لعلاج الادمان، وان عددهم لا يكفى ولا بد من إيجاد حلول غير تقليديه لزيادة هذا العدد، مشيرا إلى تدشين برنامج تدريبى لأول مرة خلال الشهر القادم "للإرشاد النفسى" لمدة عام ويجوز بعد ذلك للحاصل على الدورة الترخيص والعمل فى مراكز الادمان، ويضم البرنامج اطباء اخصاءيين، و مدمنين متعافين. وأشار إلى أن هناك 18 مستشفى ومركز تابع للصحة النفسية لعلاج الإدمان وتم تقديم العلاج الداخلى ل 4242 مريضا و41907 فى العيادات الخارجية خلال عام 2012، لافتا إلى أن الأمانة تقوم حاليا بوضع مواد لتعديل قانون مكافحة المخدرات لإلزام علاج المدمن بدلا من سجنه. وأضاف بأنه تم وضع خط ساخن مخصص للترامادول لإمداد المواطنين بالمعلومات، لاكتشاف المشكلة والتوعية بخطورة استخدامه والتوجيه بالعلاج وهو حاليا فى المرحلة التجريبية. ومن ناحية أخرى، أعلن خويلد عن بدء بروتوكول جديد لعلاج الإدمان لأول مرة على نفقة التأمين الصحى وذلك بعد الاتفاق مع هيئة التأمين الصحى على ضم علاج الإدمان داخل حزمة علاج المنتفعين من التأمين الصحى، ويتم حاليا وضع البرتوكول ليتضمن ضوابط تنفيذه حيث يعطى المريض فرصتين فقط للعلاج تضم كل فرصة 60 يومًا، بالإضافة إلى اعتماد الاجازات المرضية لهؤلاء المرضى بأجر كامل بعد أن تم الاعتراف بالإدمان كمرض، وتمنح على أساسه شهادة لأول مرة تحت مسمى مصاب بمرض "اعتمادية مفرطة على العقاقير" وأشار إلى تأسيس مرصد وطنى مسئول عن كل المعلومات الخاصة بالإدمان لوضع خطط بناء عليها لمكافحة الإدمان، لافتا إلى أن الإدمان معروف عالميا أنه مرض نفسى ومركزه العاشر فى دليل الأمراض النفسية وليس سوء سلوك، وأن 55٪ من المدمنين يعانون ضطرابًا مزدوجًا، ولذلك لابد من وجود طبيب. وأشار إلى أن هناك بروتوكول علاجى سيتم تعميمه وتدريب العاملين عليه بعد نجاحه فى مستشفى المطار، حيث وصلت نسبة الشفاء به إلى 60٪، لمدة سنة بعد انتهاء علاجهم ومغادرة المكان، ويشمل بروتوكول العلاج فترة تناول الأدوية المصاحبة لأعراض انسحاب المخدر من الجسم، ويعقبه برنامج تأهيلى نفسى من خلال مجموعات عمل تضم المرضى والاستشاريين النفسيين. وبدأ بالفعل مستشفى الخانكة التدريب على البرنامج العلاجى لرفع نسب الشفاء بداخله من الإدمان.