قال الدكتور محمد فتوح، رئيس جمعية أطباء التحرير: إن الجمعية قامت بتنظيم قافلة مساعدات طبية لأهالى بورسعيد بعد استغاثات من بعض أطباء مستشفيات بورسعيد وبعض الأهالي بخصوص وجود نقص شديد في بعض الأدوية والمستلزمات الطبية هناك. وأوضح رئيس الجمعية فى تدوينه له عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" مساء أمس روى فيها شهادته عن الوضع في بورسعيد أن الجمعية تمكنت من جمع مبلغ مناسب من المال وقامت بشراء الأدوية والمستلزمات المطلوبة بكميات كافية وأكثر من المطلوب، ونظرًا لتعذر إيجاد أي سيارة لنقل المستلزمات لخوف السائقين لعلمهم بخطورة الأوضاع في بورسعيد، فقد قام وفد الجمعية باستخدام سياراتهم الخاصة لنقل الأدوية والمستلزمات التي ملأت السيارتين تماما برغم أنهما من الحجم الكبير. تابع فتوح قائلا "وتوجهت ومعي د. عمرو شبيطة، أمين عام الجمعية في سياره بينما كان د. محمود سعد وأستاذة دينا الغمري في السيارة الأخرى، وعند وصولنا إلى مدخل مدينة بورسعيد في حوالي الساعة الواحدة ظهرا لاحظنا الهدوء الشديد وقلة عدد المارة بشكل كبير وبمجرد سؤالنا عن طريق الذهاب لمستشفى بورسعيد العام فوجئنا بتجمع عدد من المارة علينا حذرونا من الدخول للمدينة نظرا لخطورة الوضع في نطاق المستشفى وخوفهم علينا من استهدافناوسياراتنا لأننا قادمون من القاهرة، وأمام إصرارنا على التوجه للمستشفى قام أحدهم بشجاعة بالتطوع لإرشادنا على الطريق بواسطة الموتسيكل الخاص به". أشار إلى إنه بمجرد وصولهم للمستشفى ورؤيتهم بالزي الخاص بأطباء التحرير ومعرفة الأهالى بأنهم يحملون مساعدات طبية للمستشفى قاموا بإفساح الطريق لهم ومساعدتهم وتم تسليم المساعدات لإدارة المستشفى. استكمل فتوح شهادته عن الوضع قائلا: "داخل قسم الطوارئ بالمستشفى العام عدد كبير من الأشخاص مع تتابع دخول حالات قليلة من المصابين معظمهم من المصابين باختناق نتيجة الغازات المسيله للدموع وبالاستفسارمنهم ومن مرافقيهم أوضحوا أن الشرطة قامت باطلاق الغازات المسيلة للدموع على مسيرة جنازات الشهداء مما أدى لإصابتهم". واستطرد قائلا "هناك عدد كبير موجود من الأطباء وأطقم التمريض ولكن بدون أي نوع من أنواع التنظيم ولايبدو أن هناك خطة للطوارئ يتبعها المستشفى، وحسب أقوال الأطباء العاملين بالمستشفى لم تقم وزارة الصحة حتى مغادرتنا بورسعيد بإرسال أي تعزيزات من ناحية الأطقم الطبية أو الإمدادات الطبية وكل من حضر لهم هم ستة أطباء متطوعين من الإسماعيلية". وتابع "بسؤال الأهالي عما حدث أمس أبلغونا أن بعد سماع الحكم توجه عدد من البلطجية وقاموا بإطلاق النار على أبراج السجن وقامت قوات الشرطة بالرد العشوائي بإطلاق النار على الأهالي المتجمعين أمام السجن، مما أدى لسقوط هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين كما أنهم رأووا عددا من القناصة من قوات الشرطة على أسطح المباني المجاورة". وإختتم شهادته قائلا: "وعند سؤالنا عن دور الحركات السياسية في الأحداث أنكر الجميع أي دور لجميع الحركات والأحزاب السياسية سواء سلبا او إيجابا وأبلغنا أحدهم أنهم حاولوا الاستغاثة بقيادات جماعة الإخوان المسلمين في المدينة لمساعدتهم على تأمين المستشفى أو لحثهم على التبرع بالدم لصالح المصابين لكنهم رفضوا أي نزول لأفرادهم خوفا عليهم من غضب أهالي بورسعيد، هذا مارأيته وما سمعته في بورسعيد والله على ما أقول شهيد". لفت إلى أنهم لم يتمكنوا من المكوث طويلا بالمستشفى أو المدينة نظرًا لحرص مرافقيهم على خروجهم في أسرع وقت خوفا عليهم وقاموا بإيصالهم لمخرج المدينة.