نشرت صحيفة الخليج الإماراتية في عددها الصادر اليوم السبت تحليلًا إخباريا عما أسمته محاولات جماعة الإخوان المسلمين في مصر أخونة مناهج التعليم، متسائلة عن الأهداف التى تسعي "الجماعة" لتحقيها من وراء هذه الخطوة. واعتبرت الصحيفة أن اتجاه جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على وزارة التربية والتعليم في مصر، ومركز تطوير المناهج التابع لها يثير مخاوف كثيرة في مصر، من أن يؤدي ذلك إلى "أخونة" كاملة للمناهج في مختلف مراحل التعليم المصري، وهو الأمر الذي دفع نقابة المعلمين المستقلة قبل أيام، إلى إصدار بيان تحذر فيه من مخاطر تلك السياسة على العملية التعليمية برمتها، والعبث بتاريخ مصر الحديث . وقالت الخليج إن حركة انتدابات داخلية واسعة شهدتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً، تسببت في تجدد المخاوف، من أن يؤدي استعانة الوزير الجديد الدكتور إبراهيم غنيم، بعدد من المستشارين المعروفين بانتمائهم الصريح للجماعة، ومن بينهم مستشار لمركز تطوير المناهج، إلى تغييرات لافتة في المناهج الدراسية، بما يتلاءم مع اتجاهات الجماعة السياسية، وهو ما تجلى في تغيير عدد من المناهج الدراسية المقرر تدريسها خلال العام المقبل لمراحل التعليم الأساسي، بإضافة بعض المحتويات في مناهج التاريخ الخاصة بتاريخ الجماعة، وتقليص فترة الستينات والإنجازات التي حققتها "ثورة يوليو". وأكدت "الخليج" أن مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية التابع لوزارة التربية والتعليم إحدى أهم القلاع التعليمية التي سعت جماعة الإخوان للسيطرة عليها خلال الفترة الماضية، وقد تمثل ذلك في إقصاء مدير المركز عن موقعه، بعد تعيين الدكتور محمد رجب وهو مالك واحدة من اكبر المدارس الخاصة في مصر، وأحد المقربين من نائب المرشد العام المهندس خيرت الشاطر نائباً له، وهو ما اعتبره عاملون بالمركز بداية لتنفيذ أجندة إخوانية في المركز، تجلت في طلب الأخير تعديلات على وثائق التربية الدينية واللغة العربية، وإعادة النظر في المعايير والمواصفات الخاصة بالمناهج الدراسية للعام المقبل . وأشارت إلى أن مركز تطوير المناهج شهد خلال الأسابيع الماضية تغييرات لافتة في كوادره المدربة، عبر الاستعانة بعدد من الخبراء من الجماعة في مختلف التخصصات، أسندت إليهم مهمة إعداد المناهج الخاصة بمواد التربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا والميكانيكا وتكنولوجيا الصناعة للثانوية العامة، إضافة إلى كتاب "المواطنة وحقوق الإنسان" وهو أحد الكتب المقرر تدريسها للمرة الأولى لطلاب الصف الثاني الثانوي، فضلا عن قيام تلك المجموعة بالإشراف المباشر على التعديلات النهائية التي تمت إضافتها إلى منهج التاريخ الخاص بالصف السادس الابتدائي، وبخاصة الجزء الخاص بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها مصر خلال الفترة من ثورة 23 يوليو 1952 وحتى ثورة 25 يناير. وبحسب الصحيفة ينظر كثير من خبراء التعليم في مصر إلى حركة التغييرات الأخيرة التي شهدتها وزارة التربية والتعليم، والتي حملت شعار "إعادة الهيكلة والتطوير" باعتبارها جزءاً رئيساً في مخطط يستهدف "أخونة" تدريجية للتعليم في مصر، ابتداء بالسيطرة الإدارية على مركز صنع القرار أو عنطريق الاستبدال التدريجي لقيادات الوزارة بأخرى "إخوانية" من أعضاء حزب الحرية والعدالة، وفى مقدمتهم المهندس عدلي القزاز رجل الشاطر المقرب، مرورًا بتعيين قيادات إخوانية بارزة أخرى في العديد من مديريات التربية والتعليم بالمحافظات، وانتداب أعداد كبيرة من المعلمين والتربوييين التابعين للجماعة للقيام بأعمال المتابعة والإشراف على مختلف المدارس.