أعربت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، عن تضامنها الكامل مع دعوة نقابة الباعة الجائلين بالقاهرة وممثلين عن النقابات والروابط بمحافظات أسيوط والسويس والإسكندرية وبورسعيد لتنظيم وقفات احتجاجية غدًا الأحد، أمام مقار المحافظات. أشارت المبادرة، فى بيان لها، إلى تلك التظاهرات تهدف إلى الاعتراض على تهميش الباعة الجائلين وتجاهل الدولة لمطالب تلك الفئة التي يبلغ عدد أفرادها نحو5 ملايين، واحتجاجًا على غياب أية تشريعات فاعلة تنظم علاقات العمل وتضمن التأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية لهم ولأسرهم. كانت النقابات قد دعت للتظاهر بجميع المحافظات للاعتراض أيضًا على القرار الجمهوري بقانون رقم 105 لسنة 2012، والذي أصدره الرئيس محمد مرسي في ديسمبر الماضي لتغليظ العقوبات على الباعة الذين لا يحملون ترخيصاً، والذين يعيقون المرور بالطرقات والميادين. وقالت المبادرة المصرية إنها تتفق مع ممثلي الباعة الجائلين في أن القرار بقانون وما تبعه من إجراءات بمطاردة الباعة ومصادرة بضائعهم وإنزال العقاب بهم هو عودة للأساليب الأمنية في علاج المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة أن القرار بقانون قد صدر دون حوار مع الأطراف المعنية سواء من جانب وزارة التنمية المحلية أو المحافظات. كما جاء القرار بقانون في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة السوء دفعت الملايين للانخراط في التجارة غير الرسمية كباب وحيد متاح للرزق مع ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة وتزايد معدلات الفقر. وقال الدكتور عمرو عادلي، مدير وحدة العدالة الاجتماعية والاقتصادية بالمبادرة المصرية:"كان الأحرى بالدولة أن تشرع في تنظيم الباعة الجائلين عن طريق سن تشريعات ولوائح عادلة وممثلة لمختلف المصالح المحلية بما يكفل تحويل هذا القطاع الحيوي بما يحويه من ملايين العاملين إلى قطاع رسمي منظم". وأعلنت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تضامنها مع مطالب ممثلي الباعة الجائلين بضرورة تنظيم أعمالهم بما يضمن عدم إعاقة المرور أو إشغال الطرق والميادين، ولكن في الوقت نفسه بما يفي بحقهم الدستوري في العمل واكتساب الرزق، والحق في الحياة لهم ولأسرهم، وهو ما يستدعي تعديلاً شاملاً للقانون القديم رقم 33 لسنة 1957 الخاص بالباعة الجائلين بما يتيح تسهيل إجراءات الترخيص وبما يسمح بإجراء مسح وحصر للبائعين وأماكن تواجدهم، وبما يقضي على الفساد والمحسوبية في إصدار التراخيص في ظل غياب أية شفافية أو تمثيل للمصالح على المستوى المحلي. وجددت المبادرة دعمها لجهود النقابات المستقلة للباعة الجائلين، داعية رئيس الجمهورية للوفاء بوعوده الانتخابية للقطاع غير الرسمي وللشرائح الفقيرة والكادحة بالمدن عبر إلغاء القرار بقانون، وتكليف المحافظات ووزارة التنمية المحلية بإعداد مشروع قانون بديل للباعة الجائلين من خلال حوار مجتمعي يضم جميع الأطراف ذات المصلحة، وفي مقدمتها النقابات والروابط الممثلة للباعة الجائلين.