تكتب "نشجب وندين" كلمتان مترادفان لكل هجوم تتعرض له غزة، فالعالم ينتفض لغزة بتلك الكلمتين يصاحبهما كلمات أغنية فيروز عيوننا إليك ترحل كل يوم وأوبريت يشارك فيه كل مطربي الوطن العربي وتظاهرات داعمة لفلسطين في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، وتتلاشى الأيام ويرحل الجميع وتظل غزة تنزف، ويظل شعبها يناضل إلى أن تتعرض إلى هجوم جديد. ومع كل هجوم على أرض فلسطين يصاب الشعب المصري بأكمله بغصة في القلب، تختلط الدموع بالدعوات أثناء الصلاة لمناصرة أهل غزة ، إلى أن وقع هجوم حي "الشيخ جراح" في محاولة من الاحتلال بتهجير 28 عائلة بشكل قسري من الحي ضاربًا عرض الحائط بالمواثيق والأعراف الدولية، وجاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار. وبمجرد أن انتشر الخبر على كافة وسائل الاتصال الاجتماعي عمت الفرحة داخل البيوت المصرية، ما هو البيت المصري هو البيت الفلسطيني والإعمار في غزة لا يقل أهمية عن إعمار مصر، كلاهما واحد وردًا على كل المشككين ومن يصطادون في المياه العكرة ففخر لكل مصري أن يتقاسم قوت يومه مع شقيقه الفلسطيني، ويكفي أن أجيال ومنهم "جيلي" شهد على مبادرة مالية لإعادة إعمار إحدى الدول الشقيقة، ويكفينا فخرًا أن مصر تحركت بشكل فردي لمواجهة الأزمة في ظل تراجع عالمي عن هذا الدور، وأتساءل أين دور الأممالمتحدة؟ ولماذا لم أسمع صوت منظمات حقوق الإنسان العالمية؟ فمؤخرًا - وخاصة يوم الأربعاء الماضي - وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حجم الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، بقوله: "نشهد معاناة إنسانية هائلة وأضرارًا جسيمة في المنازل والبنية التحتية في قطاع غزة". ودعا غوتيريس في تغريدة له عبر "توتير"، المجتمع الدولي إلى ضمان توفير التمويل الكافي للعمليات الإنسانية في القطاع. "صباح الخير يا غوتيريس" عفوًا لم ننتظر دعواتك عبر تويتر، فرئيسي عبدالفتاح السيسي سبقك بخطوات ودعا للإعمار في غزة وترك لك ساحة تويتر "لتشجب وتندد".