أكد خبراء أهمية قمة تمويل اقتصاديات إفريقيا التى تعقد اليوم في باريس بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من قادة إفريقيا ويفتتحها الرئيس الفرنسي ماكرون؛ حيث تكتسب القمة أهميتها في توقيتها وملفاتها إذ تأتي في الوقت الذي يتطلع فيه العالم لاسيما إفريقيا إلى التعافي من تداعيات كورونا التى ضربت اقتصاديات هذه الدول ومن ثم فإن القمة تبحث أليات جديدة للتعاون المشترك يساهم في تفعيل العلاقات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار المشترك: ما أن مصر التى تعد بوابة إفريقيا تسعى إلى زيادة حجم التعاون المشترك مع إفريقيا والاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة بها في أقامة شراكات مع إفريقيا لدفع مجالات التنمية وأشار الخبراء إلى أهمية و قوة العلاقات الثنائية المصرية الفرنسية، والروابط التاريخية التي تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة، والتى يمكن البناء عليها في اقامة تعاون بين مصر وفؤنسا ودول إفريقيا والتي نمت بشدة منذ ال 5سنوات الماضية على مختلف المستويات، وهو ما يساهم في دفع عجلة التنمية في القارة الإفريقية. ويستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، الرئيس عبدالفتاح السيسي وأربع عشر من القادة الأفارقة والعديد من كبار المسئولين الأوروبيين إضافة إلى عشرة ممثلين عن منظمات دولية، في قمة حول تعافي الاقتصاد الإفريقي. وقال الدكتور إسلام جمال الدين شوقي، الخبير الاقتصادي، إن مشاركة مصر في تلك القمة اليوم يأتي ذلك من منطلق دورها الذي أخذته على عاتقها وهو العمل على دعم الاستثمار والنمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية في البلدان الإفريقية وضخ استثمارات لها نتائج ملموسة على الأداء الاقتصادي والأوضاع الاجتماعية للشعوب الإفريقية وتسريع معدلات النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتوفير احتياجات الشعوب المختلفة. وأكد شوقي، أن مصر تلعب دورًا هامًا فى هذا الصدد عن طريق البحث عن الفرص الاستثمارية الواعدة والقطاعات الاقتصادية الريادية في الدول الإفريقية وعلى الأخص في دولة السودان نظرًا لما تمثله من أهمية قصوى لمصر وأيضًا نظرًا للتقارب والتفاهم الكبيرين بين القيادة السياسية المصرية والسودانية والترويج لتلك الفرص بين المستثمرين المصريين أو الشركات الأجنبية التي تتخذ من مصر مقرًا إقليميًا لأعمالها بحيث تستطيع توسيع أنشطتها بالسودان وغيرها من الدول الإفريقية. وتابع: وتستطيع مصر أن تلعب دورًا محوريًا في تعبئة الموارد المالية من المؤسسات المالية مثل البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي وغيرهما لتمويل مشروعات داخل السودان وغيرها مستفيدة من التمويلات الميسرة التي تقدمها تلك المؤسسات لمشروعات التعاون الثلاثي والتي يكون أطرافها عادةً من الدول النامية. وقال الدكتور سعيد الفقي، الخبير الاقتصادي، إن مصر تسعي إلى تعزيز الاستقرار ودعم الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية لشعوب القارة، وإعادة إعمار مناطق النزاعات ونزع فتيل الأزمات. وأشار الفقي إلى أن إفريقيا تمتلك 40% من موارد العالم الطبيعية ومع ذلك لا يتم استغلال تلك الموارد بالكيفية والسرعة اللازمتين لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية. وأكد الفقي" أن تلك القمة سوف يكون لها تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري، وخاصة بعد التطور الكبير الذي أحدثته مصر في البنية التحتية التي يتابعها العالم عن كسب. وأشار الفقي، إلى أنه من المتوقع دخول مستثمرين جدد للسوق المصرية بعد تلك القمة، وخاصة أنه سوف يشارك في هذه القمة بعض الدول الرائدة في الصناعة كاليابان وألمانيا بالإضافة إلى فرنسا التي تقام القمة برعايتها. ولفت إلى أن العالم ينظر إلى مصر الآن كدولة من أفضل الدول الواعدة اقتصاديا وصناعيا، لذا سوف نشهد السنوات القادمة ما لم نشهده من قبل سواء" صناعيا – زراعيا- وتكنولوجيا" فمصر قادمة للأفضل بفضل الإجراءات التي اتخذتها لتطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي خلال ال 5 سنوات الماضية. وقال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن العلاقات بين مصر وفرنسا شهدت خلال الآونة الأخيرة قوة، وخاصة من الناحية الاقتصادية، حيث يوجد في مصر 160 فرعًا لمنشآت فرنسية توظّف أكثر من 50 ألف شخص. وأشار إلى أن تلك الزيارة هي السادسة للرئيس السيسي إلى فرنسا، مؤكدًا أن المنشآت الفرنسية تحتل مكانة قوية في القطاعات الواعدة في الاقتصاد المصري والإفريقي مثل الصناعة و الزراعة والأجهزة الكهربائية والصيدلة والتوزيع واستغلال المحروقات والسياحة والبنى التحتية. وتابع: إن عقد تلك القمة يأتي في وقت كل دول العالم في حاجة ماسة لها، وذلك بسبب الازمة التي يعاني منها منذ بداية العام الماضي وهي "فيروس كورونا" التي أدى إلى تراجع كبير في حجم الاقتصاد العالمي وتعطيل لبعض الأشهر . وأكد الدمرداش، أن عقد هذه القمة سوف يكون فيه نفع للجميع سواء، الدول الأوربية المشاركة والدول الإفريقية ، لأن أوروبا تمتلك التكنولوجيا التي ستقوم بتصديرها لإفريقيا، وبالتالي ذلك سوف يعمل على تنشيط اقتصاد كلا الطرفين، التي من شأنه يعمل على تقليل حجم البطالة. وأوضح الدمرداش، أنه يتمنى خروج تلك القمة بشراكة مبنية على المصالح دون تعظيم مكاسب طرف على حساب الآخر، وتدفق التقنيات الحديثة لمصر والدول الإفريقية.