ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته المثل الأعلى فى العبادة والاتباع لأمر ربه عز وجل، حتى إن الله تعالى جعله القدوة الصالحة، التى ينبغى على كل مسلم الاقتداء بها إلى يوم القيامة، فقال الله تعالى فى سورة الأحزاب: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. وكان النبى صلى الله عليه وسلم لا يكلُّ ولا يفتر عن من قيام الليل، أو تلاوة للقرآن، أو الذكر، أو التسبيح، أو الصيام، ومن أمثلة ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه من طول القيام، وهو متبتل قانت قائم باكٍ بين يدى الله تعالى، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبى صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا، يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا». وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: «كان النبى صلى الله عليه وسلم يُصلى من الليل مثنى مثني، ويوتر بركعة». وعن أنس رضى الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أنه لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أنه لا يفطر منه شيئًا؛ وكان لا تشاء أن تراه من الليل مُصليًا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته».