اعتاد على قضاء وقته يتسكع بين الدروب يجلس على المقاهى القريبة من محل سكنه بمدينة 15 مايو يقضى ليلة وسط من على شاكلته من العاطلين والمدمنين يتعاطون السموم التى أدمنها بشراهة وسيطرت على جسده النحيل وجعلته يفقد عمله فى أحد مصانع الزجاج. مرت الأيام عليه ثقيلة كالدهر خاصة بعدما أسودت الدنيا فى وجهه ولم يعد يملك المال اللازم لتدبير احتياجات جسده من المخدرات وذات ليلة بينما هو جالسا مهموما حزينا ساخطا على أوضاعه المالية السيئة يفكر فى سبيل للهروب من بين براثن الفقر الذى أصبح يحيط به من كل مكان ويخنق على رقبته وصار غير قادرا على التكيف معه يبحث عن أى سبيل للخروج من تلك المعيشة الضنك التى نالت منه وأثرت على نفسيته وأصابته بالاكتئاب الشديد. وفى أحد الأركان جلس يحتسي المشروب الذى اعتاد تناوله بصفة يومية حتى جذب انتباهه أحد شباب المنطقة الذى يعرفه من أيام الدراسة يقود مركبة توك توك فى طريقه إلى المقهى وما أن ركن السيارة واقترب منه وجلس بجانبه حتى دار حديث سريع بينهما عن شريط ذكرياتهما فى مرحلة الطفولة وعدم اكتراثهما سوى باللعب والضحك والخروج مع شلة من الأصدقاء للتنزه فى الحدائق وإنفاق ما بحوزتهما من مال دون حساب. وفى أحد الأيام بدأت الأفكار الشيطانية تتوارد على رأسه فكرة سرقة مصنع الزجاج الذى كان يعمل به حيث عرض الفكرة على صديقه الذى يعانى من قلة المال فلاقت قبوله وموافقته وما هى إلا لحظات ووضعا خطتهما الشيطانية فى سرقة المصنع وحددا دور كل منهما والتى ستبدأ بالسيطرة على الحارس عقب استدراجه مستغلا علاقته به إلا أن خطتهما لم تسير كما أرادا. بدأت تفاصيل الواقعة تتكشف عقب ورود بلاغ لقسم شرطة 15مايو من موظف بمصنع لتصنيع الزجاج كائن بدائرة القسم بأنه عقب توجهه للمصنع محل عمله فوجئ بوجود جثة فرد أمن المصنع وبها إصابات عبارة عن جروح قطعية بالجسم وإكتشافة سرقة الخزينة الحديدية الخاصة بالمصنع وبداخلها مبلغ مالى وكذا جهاز dvr ولم يتهم أو يشتبه فى أحد بإرتكاب الواقعة. وبإخطار اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد عبدالله نائب مدير المباحث واللواء محمد الشرقاوى مدير إدارة البحث الجنائى ومن خلال السير فى التحريات وجمع المعلومات أمكن التوصل إلى أن وراء إرتكاب الواقعة عامل سابق بالمصنع محل الواقعة وسائق توك توك مقيمان بدائرة القسم. عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهما وبصحبة الثانى زوجته وبمواجهتهما أقر الأول بأنه نظراً لسابقة عمله بالمصنع محل البلاغ وعلمه بإحتفاظ مالكه بمبالغ مالية داخل الخزينة الخاصة بالمصنع وكذا علمه بتواجد فرد أمن واحد وقت إرتكاب الواقعة فإختمرت فى ذهنه فكرة التخلص من المجنى عليه وسرقة الخزينة المستولى عليها بالإستعانة بصديقه المتهم الثاني. وبتاريخ الواقعة قاما بالتوجه للمصنع المشار إليه وتقابل المتهم الأول مع المجنى عليه وإستضافه لكونه من العاملين السابقين بالمصنع وأثناء ذلك تمكن من مغافلته وتعدى عليه بالضرب بإستخدام سلاح أبيض »سكين« محدثاً إصابته المشار إليها والتى أودت بحياته وتوجه لغرفة الحسابات الخاصة بالمصنع وتمكن من كسر الباب الخاص بالغرفة وإستولى على الخزينة وبداخلها المبلغ المالى وعقب ذلك توجه لغرفة كاميرات المراقبة والإستيلاء على جهاز dvr خشية التعرف عليه وضبطه وتقابل مع المتهم الثانى وإستقلا سيارة وتوجها لمحل سكنه وتمكنا من فتح الخزينة والإستيلاء على المبلغ المالى. وبمواجهة المتهم الثانى بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدها وإعترف بإرتكابه الواقعة على النحو المشار إليه كما أضاف بعلم زوجته بإرتكابه الواقعة وأمكن تحديد السيارة المستخدمة فى هروب المتهمان قيادة »سائق« مقيم بدائرة قسم شرطة السلام أول تم ضبطه وبمواجهته نفى علمه بالواقعة أو صلته بالمتهمان. تم تحرير المحاضر اللازمة للمتهمين وبإخطار اللواء أشرف الجندى مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.