د. أحمد مختار أكثر من 600 مليار جنيه استثمرتها الدولة فى تنمية سيناء المبلغ ليس قليلًا، ولكنه ليس هو المقياس الوحيد أو الفارق لنظرة الدولة بالنسبة لسيناء الحبيبة، منذ استرداد أرض الفيروز كاملة والحديث والخطط تترى عامًا بعد آخر. مشروعات تم تنفيذها لكنها لم تكن كافية لتأخذ سيناء المكانة التى تستحقها بمختلف المجالات التنموية. على مدار السنوات القليلة الماضية اكتسب ملف تنمية سيناء أبعادًا جديدة أصبح تحديًا له سمات خاصة. أرض القمر كانت مطمعًا ونقطة انطلاق إستراتيجية للجماعات الإرهابية التى حاولت أن تجعلها خنجرًا داميًا فى جسد الكنانة خاصة بعد يناير 2011. ومن ثم فإن أى مشروع لا يمكن تنفيذه ولو تم تنفيذه استثناء فلن يتم تشغيله فى ظل حالة الفراغ الأمنى والفزع المجتمعى الذى اكتست بها سيناء بسبب الإرهاب الغاشم. إما أن يتوقف كل شيء حتى يتم القضاء على الإرهاب، وإما أن تسير الحياة ولو بتعقل بالتزامن مع تطهير الأرض من هذه العناصر الضالة، أتخيل أن هذه المفاضلة كانت تدور فى عقول المسئولين خاصة أن ما شاهدته مصر من أحداث جسام، خلال فترة تولى الإخوان الحكم أظهرت إلى أى درجة يطمع أعداء الوطن فى تمزيق أوصاله. من هنا كان التعامل مع تنمية سيناء معادلة تجمع ما يشبه المستحيلات وعلى قدر هذه المعادلة كانت بداية التنفيذ بما يشبه الإعجاز. قناة جديدة وأنفاق أربعة تم شقها بكل المهارة والاقتدار لتجعل أراضى سيناء داخل فسيفساء أرض المحروسة مغزولة مع جيولوجيا محافظات مصر شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، الأنفاق خاطبت الحاضر والمستقبل فتم تنفيذها وفق أحدث النظم لتحقيق أهداف الارتباط الجغرافى والإنسانى وتدعم مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. التنمية وتوفير فرص العمل المنتجة كان الخيار الرابح بالتزامن مع مواجهة الإرهاب القبيح مترجمة شعار يد تبنى ويد ترفع السلاح ما شاهدته سيناء من مشروعات تنموية اعتمدت بشكل أساسى على الاستفادة بكنوزها التعدينية وكذلك صناعاتها الحرفية ومواردها الطبيعية ومن ثم جرى إنشاء 5 مناطق صناعية ببئر العبد والقنطرة شرق ووسط سيناء وأبو زنيمة والعريش، بالإضافة إلى منطقة حرفية ومصنعًا للأسمنت، بجانب إنشاء مصنع لتصنيع وتعبئة الأسماك بالقنطرة شرق، ومجمع لصناعات الرخام بالجفجافة بطاقة إنتاجية 3 مليون م2 سنويًا وإنشاء مطار البردويل الدولى (المليز)، فضلًا عن تطوير مطارى شرم الشيخ والعريش ليكون لهذه المحافظة شرايين اتصال وتواصل مع مصر والعالم بما يمثله ذلك من مزايا اقتصادية كبيرة. ما جرى على أرض الفيروز ترجمة عقيدة المصريين نحو هذه الأرض الشاهدة على بطولات المصريين ومنحها ما تستحق كونها محافظة مصرية واعدة لها دور هائل فى بناء مصر الجديدة. أعتقد أن الاحتفال المقبل بعيد تحرير سيناء سيكون احتفالًا بتنمية سيناء الآمنة الفتية حارسة بوابة مصر الشرقية.