فتح حادث الدقهلية، الذي وقع اليوم، وشهد ارتكاب صاحب مخزن أسمدة، جريمة قتل ضد زوجته وابنه الباب من جديد أمام خطورة وجود مصابين بأمراض نفسية داخل الأسرة المصرية. وذبح مريض نفسي بقرية جوجر التابعة لمركز طلخا بمحافظة بالدقهلية، زوجته وابنه بسكين، بعد أن تخيل أن زوجته تخونه. تلقت مديرية أمن الدقهلية بلاغًا من أهالي قرية جوجر التابعة لمركز طلخا، بقيام شخص بذبح زوجته وابنه. وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وبالفحص تبين قيام صاحب مخزن أسمدة بذبح زوجته، ونجله 8 سنوات بسكين. وكشفت التحريات الأولية، أن المتهم يعانى من مرض نفسي ويتخيل قيام زوجته بخيانته مع عدد من الرجال، وأن نجله الصغير ليس نجله، فقام بالاستيلاء على سكين وقام بنحرهما من الرقبة. وكشفت التحريات بأن الزوج له أربعة أولاد آخرين من نفس زوجته، وتمكن ضباط المباحث من إلقاء القبض عليه، وتم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى طلخا العام. وأفاد شهود عيان أن المتهم وأسرته ليسوا من أبناء القرية، وإنما من محافظة أخرى، واستأجروا إحدى الشقق بالعمارة محل سكنهم. قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، ل"بوابة الأهرام"، إن هناك عدة مظاهر تدل على معاناة شخص ما داخل الأسرة من مرض نفسي يستدل عنها بالتغيرات الحادة في السلوك، سواء بزيادة أو قلة النشاط أو تغير في العلاقات الاجتماعية بشكل مفاجئ. وأضاف "فرويز"، أن من بين مظاهر المرض النفسي، الابتعاد عن المجتمع والأسرة واختيار العزلة الدائمة، الإهمال في النظافة الشخصية، عدم المشاركة في تناول وجبات الطعام مع الأسرة، الأكل أو النوم سواء بالزيادة أو النقصان، الدخول إلى دورة المياه والبقاء فترة طويلة داخلها دون سبب واضح، العصبية الزائدة والغضب لأقل سبب. وتابع: يجب على أي أسرة تلاحظ تلك التصرفات على أي فرد منها أن تنتبه، وأن تبدأ في اتخاذ المسار الصحيح بعرض من يعاني من تلك السلوكيات على طبيب نفسي بأسرع وقت حتى يمكن تفادي الوقوع في مضاعفات، معربًا عن آسفه لغياب الثقافة النفسية لدى قطاع كبير للغاية بالمجتمع المصري، يلجأ دون وعي منه إلى عرض المريض على "المشايخ" ظنًا منهم أنه يعاني "نظرة أو حسد"، وبعد تفاقم الوضع يتم الاستنجاد بالطب النفسي بعد أن يصبح المرض مزمنًا، ووقتها يتم التدخل الطبي لتحسين حالته نوعًا ما، نظرًا لصعوبة الشفاء التام. وأوضح "فرويز"، أن هناك 6 أمراض نفسية يجب على المجتمع الحذر منها، لأنها تكون بداية لمدخل جرائم القتل، الأول هو «الاضطراب التشككي» وفيه يقتنع المريض بضلالات تشككية فقط تجاه شخص ما ويكون عنده خطة وتنظيم وترتيب للقتل، والثاني هو «الفصام التشككي» وفيه يقتنع المريض بضلالات تشككية أيضا يضاف لها هلاوس، ويكون عنده خطة وترتيب للقتل أيضًا. وأشار إلى أن المرض الثالث هو «الهوس»، وفيه يمكن أن يرتكب المريض جريمة قتل لكن بشرط أن يصاب بحالة الهياج الملازمة للمرض، والرابع هو «الاكتئاب» حيث إنه مع الاكتئاب الشديد يصل إلى مرحلة ما يسمى ب«الاكتئاب السوداوي» وفيه يقتل المريض كل من يحبهم ويخاف عليهم في الدنيا ثم يقدم على الانتحار. وأكد أن المرض الخامس هو "الصرع"، وفيه يمكن أن يرتكب المريض جريمة قتل لكن بشرط أن يصاب ب«النوبة» الملازمة للمرض، فيما يكون المرض السادس «الوسواس القهري»، حيث إن أخطر مرحلة يشملها هي الوصول إلى «الومضية»، ويتم الوصول إلى تلك الحالة في عدم تلقي العلاج وفيها تسيطر فكرة ما على المريض بأن شخصا ما سيقتله أو سيتعبه أو سوف يؤذيه ويجب التخلص منه.