ما الفائدة من وضع الخطة الخمسية الرابعة عشرة في الصين؟

في مارس من هذا العام أعلنت الصين رسميا الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035، وتم نشر الرسوم البيانية ذات الصلة على الإنترنت.
إن "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" للصين تحفز الناس للاهتمام بالمستقبل، حيث تُظهرالرسوم البيانية للمشاريع الكبرى المتعلقة بحماية وإصلاح النظم البيئية الهامة بأن المناطق البيئية وأحزمة الغابات والمناطق الساحلية تلعب دورا جميلا في الصين، أما في الرسم التخطيطي لقواعد الطاقة النظيفة فسيتم الاعتماد على طاقة الرياح البحرية والطاقة الكهرومائية في الجنوبالغربي والطاقة النووية على الشريط الساحلي. أماالرسم التخطيطي لنمط مساحة التحضر في الصين فهو يصور التخطيط المستقبلي للأراضي إلى غير ذلك من الرسومات الأخرى لهذه الخطة.
منذ عام 1953 إلى عام 2020 تم تنفيذ ما مجموعه 13 خطة خمسية على التوالي مما أدى إلى تحول الصين من دولة فقيرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وربطت أروع عملية تحديث في تاريخ البشرية. وبالتالي فإن إطلاق "الخطة الخمسية الرابعة عشر" فتح الستار على بناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة.
لقد حققت الخطة الخمسية التنسيق الشامل للتنمية الوطنية وضمنت استمرار عملية التحديث على نطاق واسع للغاية. وحتى الآن لم تتمكن أي حكومة من صياغة أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل مرحلة بطريقة علمية مثل الحكومة الصينية وتوحيد جميع الناس وقيادتهم للكفاح معا، بالنظر إلى الخطط الخمسية السابقة فإن الأهداف والمحتويات والأنظمة والآليات قد تكيفت بشكل أساسي مع العملية التاريخية لنهوض الأمة الصينية وثرائها لتشكيل عملية تطوير منظمة وتدريجية ومستمرة.
لقد حققت الخطة الخمسية مزيجا من المخططات الكبرى والأهداف المحددة. وقد واجهت كل مرحلة من مراحل التطوير مواقف ومهام مختلفة مما يتطلب فهما دقيقا للتناقضات الرئيسية وتحديد الأهداف الرئيسية وفقا للتغيرات في المواقف.تتطلب الخطة الخمسية الرابعة عشر أن تستند إلى مرحلة تطوير جديدة وأن تنفذ مفهوم التنمية الجديد وأن تبني نمطا جديدا للتنمية، وتتوافق مع التغيرات في الأوضاع المحلية والأجنبية وأن تكون ذات صلة واقعية قوية والشعور برسالة العصر.
إن الخطوط العريضة ل "الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، ووضع مؤشرات ملزمة لاستهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي و"الاستمرار في التنمية المدفوعة بالابتكار" و"بناء الصين الرقمية" كلها تتماشى مع الاتجاه العام للتطور التكنولوجي العالمي وهي أكثر انسجاما مع "الخطة الخمسية الرابعة عشرة". إن الحاجة إلى التطوير عالي الجودة خلال الخطة الخمسيةيجعلها تلتزم بتوحيد الأهداف وتوجيه المشاكل والجمع بين الإستراتيجية وقابلية التشغيل وتوضيح المجالات ذات الأولوية والمهام الرئيسية وتحويل المخطط الاستراتيجي إلى إجراءات تكتيكية مجدية قابلة للتنفيذ.
تعكس الخطة الخمسية الإرادة المشتركة للشعب الصيني. في كل مرة يتم فيها وضع الخطة الخمسية يتم الاستماع إلى الآراء والاقتراحات من جميع الجهات على نطاق واسع وهي عملية للتعبير الكامل عن الرأي العام في البلاد وتماسك التوافق الاجتماعي. تؤكد الحكومة الصينية على أن "التوقعات الاجتماعية وحكمة الجماهير وآراء الخبراء والخبرة الشعبية يجب استيعابها بالكامل خلال صياغةالخطة الخمسية الرابعة عشر". من خلال المؤتمرات التي يشارك فيها أصحاب المشاريع والخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين والعلماء والندوات التي يشارك فيهاالخبراء في مجال التعليم والثقافة والصحة والرياضة إلى غير ذلك، يتم الإستماع إلى الآراء والمقترحاتالمتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشمل جميع مناحي الحياة خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة. إن الخطة الخمسية تلتزم بمفهوم التنمية القائمة على الفلسفة المرتكزة على الشعب وتجمع حكمة وقوة الجماهير العريضة من الناس.