في تصريح يبدو إيجابيًا للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية قال نيد برايس إن إدارة الرئيس بايدن الجديدة تعتبر القدس جزءًا من مفاوضات الحل النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين، وتحدث عن حل الدولتين. وأشار إلى نية الإدارة إعادة تقديم المساعدات لجميع الفلسطينيين بمن فيهم اللاجئون، وأكد - في مؤتمر صحفي الخميس الماضي - أن سياسات بلاده القائمة منذ فترة طويلة في هذا الشأن لم تتغير!! ولكن هذا الكلام المنطقي والمقبول نظريًا لا يبدو، في تقديري، إلا مجرد تجميل لسياسات قديمة راسخة.. فكيف يستقيم اعتبار القدس جزءًا من المفاوضات النهائية مع اعتراف وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بأنه لن يغير الوضع القائم الذي كرسه الرئيس السابق ترامب عام 2018 عندما نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل؟!.. فإذا كانت إدارة بايدن جادة وتعني ما تقول بشأن اعتبار القدس جزءا من مفاوضات الوضع النهائي.. فمن البديهي ألا يتم فرض سياسة الأمر الواقع لترامب.. وأن ينتهج ما فعله كل رؤساء أمريكا السابقين، بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما، الذين استخدموا خيار التنازل عن تنفيذ القرار لتأخير تنفيذ قانون الكونجرس الذي تم إقراره عام 1995. أما فيما يتعلق بكلام المتحدث عن استئناف مساعدات واشنطن للفلسطينيين.. فقد جاء في سياق إجابته علي سؤال خبيث، يجردهم من سلاح فعال اكتسبوه مؤخرا، حول ما إذا كانت المساعدات مرهونة بتراجعهم عن التوجه إلي المحكمة الجنائية الدولية.. حيث أشار إلى أن الإدارة تعمل حاليًا على تحديد كيفية المضي قدمًا باستئناف المساعدات، مؤكدا ضرورة الامتناع عن أي خطوات أحادية من شأنها تصعيد التوتر وتقويض جهود تفعيل التفاوض!! التصريحات إذن (ملغمة) وعلينا ألا نتوقع خيرًا أو عدلا من إدارة تعهد زعيمها في برنامجه الانتخابي بدعم كامل لإسرائيل، وأيد - عندما كان عضوًا بمجلس الشيوخ - قانون نقل السفارة للقدس.. فتاريخ بايدن ومواقفه تكشف أننا سنواجه معه أيامًا صعبة.. بأسلوب قد يكون أقل فجاجة ولكنه بالتأكيد أكثر مكرًا من سلفه.. فهل نحن مستعدون؟!