تشكو من الملل والسأم والرتابة ومع ذلك تحجم عن إجراء أى تغيير بنمط حياتك..تتشدق بأهمية التجديد والمغامرة ولكنك غير مستعد للتضحية أو المجازفة... يتملكك الخوف والتوتر وربما تسارع بالرفض اذا ما عرض عليك القيام بتجربة أو تولى مهمة لم تألفها.لا تقلق هذا فقط عقلك الباطن يحاول حمايتك من خلال دفعك للتفكير والتصرف بما يتناسب مع ماضيك وعاداتك وتجاربك السابقة. فعقلك الباطن هو المسئول الرئيسى عن مشاعرك وميولك وتصرفاتك وردود أفعالك وأحكامك على الآخرين بل ويتخذ العديد من القرارات دون أن تشعر.أى أن العقل الباطن يقوم بكل الأعمال الشاقة ثم يقوم بتسليم المنتج النهائى للعقل الواعي. ومن بين المهام التى يتولاها العقل الباطن منذ الطفولة تسجيل وحفظ كل مناطق الراحة أو ما يعرف فى الإنجليزية ب comfort zones الخاصة بك ويسعى دائما إلى الإبقاء على استقرارك بها! ولإنجاز ذلك عادة ما يجعلك تشعر بالانزعاج وبالتشتت العاطفى وبالخوف وربما بعض الأعراض الجسمانية كلما حاولت القيام بأى شىء جديد أو مختلف أو إجراء تغيير على أنماط السلوك الراسخة.ونتيجة للتراخى والخوف من الخروج من منطقة الراحة يصعب التخلص أو حتى تعديل العادات والسلوكيات ويواصل الطبع غلب التطبع. ليس هذا فقط بل إن تفضيل البقاء فى منطقة الراحة ،التى تضمن لك تقديم أداء ثابت على كل الأصعدة دون التعرض للمخاطر، يحول دون تطورك وارتقائك النفسى والمهني.وقد تخدع نفسك أحيانا بالتأكيد على أنك راض تماما عن حياتك كما هى وليس هناك ما ينقصك، ولكن الدراسات أوضحت أن الثبات والارتكان للراحة قاتل للتجديد والإبداع، وإن قدرا من القلق والخوف مطلوب لتحفيز المخ وبالتالى تحسين أداء الانسان بوجه عام. كل المطلوب منك هو ترويض عقلك الباطن على قبول خروجك من مناطق راحتك بين الحين والآخر،أو أن تتبنى نهج أحد أشهر متسلقى الجبال الأمريكيين الذى وصف مناطق الراحة بأنها فقاعة تحيط بالمرء ويجب دفعها فى كل الاتجاهات لتزداد حجما يوما بعد يوم بحيث تتسع لأهداف كانت تبدو مستحيلة . ولتوسيع حدود مناطق راحتك أو ربما إضافة مناطق جديدة عليك فى البداية أن تحدد أسباب مقاومتك الداخلية للتغيير، هل هو الخوف من الفشل؟ أم لظنك أن ما تطمح إليه يفوق قدراتك؟أم أن ذلك التغيير سيتطلب التضحية بأمر تعتقد أنك لا تستطيع الاستغناء عنه؟ وبعد تفنيد الأسباب تأتى مرحلة رسم خطة لاتخاذ خطوات صغيرة ومنتظمة لترسيخ عادات وسلوكيات جديدة. والمثابرة على الالتزام بها وتحمل ما قد تعانيه من توتر وشعور بالغرابة اذ لابد وأن تنطوى عملية الخروج من منطقة الراحة على مرحلة من تكرار المحاولة والخطأ.كما عليك أن تتخلص من الأفكار السلبية وتركز على الايجابيات لتحقيق الهدف الذى وضعته لنفسك أو بمعنى أدق عليك أن تكون واعيا تماما لمرواغات اللاوعى ومحاولاته الدءوبة لمنعك من الخروج . لا تيأس من ترويضه واحرص على أن تكون اختياراتك فى الحياة انعكاسا لأحلامك وطموحاتك وليست انعكاسا لمخاوفك كما تمنى الزعيم الإفريقى الراحل نيلسون مانديلا.