عبدالله عبدالسلام على مدى 3 أشهر مضت، بشرنا مسئولون وباحثون بالمركز القومى للبحوث بأخبار إيجابية للغاية عن اللقاح المصرى المضاد لكورونا. سيتم إنتاج 5 آلاف جرعة كمرحلة أولى، ولن يكون سعره مرتفعا. الشركة المنتجة ستكون مصرية. تجاوزنا مرحلة التجارب واللقاح أثبت نجاحه على الحيوانات. كفاءة لقاحنا 100%، رغم أن الشركات العالمية الكبرى لم تصل نسبة كفاءة لقاحاتها لهذا الكمال. حسنا، أين هو إذن، ولماذا لا يوجد جدول زمنى لظهوره بالأسواق؟. أحد الباحثين بالمركز قال: تم تسجيل 4 لقاحات يتم العمل عليها. والسؤال: لماذا لم يتم التركيز على لقاح واحد لتركيز الجهد والإسراع بالإنتاج لتلبية حاجات المصريين، والمنافسة مع اللقاحات الأخرى؟. قد يكون مفيدا الإضاءة على التجربة الهندية لإنتاج اللقاحات لعلها ترشدنا للطريق الأفضل لمواجهة الوباء. الهند، التى شحنت قبل أيام عشرات آلاف الجرعات المجانية لدول عديدة بينها مصر، فيما عرف بدلوماسية اللقاحات، أخذت حقوق الإنتاج المحلى للقاح أسترازينكا الذى أنتجته شركة بريطانية، ولديها لقاح مصنوع بالكامل محليا وبدعم حكومى(كوفاكسين). الهند هى مصنع اللقاحات بالعالم، إذ تنتج 60% من اللقاحات ولديها 6 من أكبر الشركات المصنعة للقاحات. ومعهد سيرام الهندى هو الأشهر بأبحاث اللقاحات. كوفاكسين أثار جدلا كبيرا بحصوله على ترخيص الإنتاج بينما التجارب جارية، لكن الشركة المنتجة قالت: الترخيص صدر بسرعة لمواجهة الفيروس الخطير. النقطة الأهم هنا، أن القاعدة العلمية والبحثية الهندية راسخة وقوية، كما أن الحكومة وقفت وراء لقاح واحد ودعمت إنتاجه مع الحصول على امتياز إنتاج لقاح أجنبى محليا. بينما يمارس الغرب أنانية مفرطة ويطبق مقولة: أنا ومن بعدى الطوفان فيما يتعلق باللقاحات، نجحت الهند( 1353 مليون نسمة) بإنتاج لقاحين. لنا أن نتصور كم كانت ستكون أعداد الإصابات والوفيات، لو أنها ظلت تحت رحمة الشركات الدولية، ولنا تصور حجم معاناتها لو لم تكن لديها قاعدة علمية نافست بها الكبار. خلال مناقشة برلماننا لأداء وزارة التعليم العالى، قال عضو بارز: فى ظل الأزمة، كان العشم أن يكون أداء البحث العلمى على أعلى مستوى مما عليه الآن.