"مايك بنس " اسم لمع خلال الأيام الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، إذ استطاع بنس الذي كان نائبا لترامب أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في فريق إدارة البيت الأبيض خلال فترة رئاسته، بل واستطاع أن يخطف قلوب الأمريكيين بعد أن أصبحت له قاعدة شعبية كبيرة ، بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد وموقفه البطولي الرافض لسياسات ترامب التي أثارت الشغب ، و أيد كثير من الأمريكيين ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2024 ، و لقبوه برجل الظل الذي سرق الأضواء من ترامب . واستطاع بنس أن يحظي بتأييد أكثر من 60% من الأمريكيين الذين أبدوا رضاهم عن إدارته لمنصبه فضلا عن كفاءته وذكائه الذي لفت الأنظار طوال فترة عمله كنائب للرئيس، وبعد 4 سنوات من الصمت والاكتفاء بأن يكون ظلا للرئيس رفض بنس الانصياع لترامب حينما طلب منه قلب نتيجة الانتخابات لصالحه، وذلك أثناء جلسة الكونجرس للتصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية ، واتهمه وقتها ترامب بالخيانة إلا أنه رفض أيضا استخدام المادة 25 من الدستور الأمريكي والتي تقضي بعزل الرئيس حفاظا منه علي الأمن القومي للبلاد، وأمر وقتها بنشر الحرس الوطني خوفا من إثارة أنصار ترامب للفوضي في البلاد. فيما أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن بنس أراد خوض سباق الانتخابات أكثر من مرة وخاصة في عام 2012، إلا أن الظروف لم تكن مهيئة، ويخطط بنس لتشكيل منظمة رعاية اجتماعية غير ربحية ستكون نشطة في القضايا السياسية، ويمكنها جذب ملايين الدولارات، مما يسمح له بالحفاظ على العلاقات مع المانحين في حال قرر الترشح للرئاسة في عام 2024. ولد بنس في إنديانا في يونيو 1959، وهى الولاية التي كرس نفسه للعمل لأجلها قبل أن يصبح نائبا للرئيس، ودرس الحقوق وعمل مذيعًا إذاعيًا قبل أن يصير عضوا في مجلس النواب من 2001 إلى 2013، ثم رئيسًا لمؤتمر الحزب الجمهوري، أيّ الشخصية الثالثة في هرم قيادته من 2009 إلى 2011، كما شغل منصب حاكم ولاية إنديانا، ويتمتع بنس الذي يصف نفسه بأنه شخصية محافظة، بقوة اتصالاته ودرايته الواسعة بكواليس واشنطن ومؤسساتها، وقد أثار اختيار ترامب لبنس عاصفة من الجدل بسبب آراء بنس ومواقفه التي كان يراها البعض أكثر تشددًا من ترامب نفسه، اذ عارض بشدة توطين اللاجئين في الولاياتالمتحدة، وخاصة اللاجئين السوريين، بالرغم من أن جده كان من المهاجرين إلى أمريكا، وعلى غرار ذلك فقد أدان فكرة ترامب حول منع المسلمين من دخول أمريكا خلال فترة الانتخابات الحزبية التمهيدية، إلا أنه ساعد ترامب على تطبيقها لاحقا عندما أمر ترامب بحظر دخول القادمين من بعض الدول الإسلامية.