دخلت العلاقة بين مصر والصين، إلى مستوى جديد عقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، ومع الوقت تزايد التعاون الاستراتيجي المبني على حالة التوازن في السياسة الخارجية التي اتبعتها مصر في علاقاتها بين الشرق والغرب، وشاركت الشركات الصينية في مختلف مشروعات البنية التحتية التي تدشنها الحكومة أهمها مشروع حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية، والقطار الكهربائي بمدينة العاشر من رمضان، فيما تزايدت الصادرات المصرية للصين، واحتلت الموالح المرتبة الثانية ضمن ما تستورده الصين لكي تغطي 20% من حجم الاستهلاك المحلي، كما فُتحت الأسواق الصينية للتمور المصرية فقط بين دول العالم.. وغيرها من ملفات ناقشناها مع سفير الصينبالقاهرة لياو ليتشيانغ وذلك في السطور التالية. وفي حوار مع بوابة الأهرام أجاب السفير الصينيبالقاهرة لياو ليتشيانج، على العديد من الأسئلة التي تخص العلاقة بين الدولتين.. اليكم نص الحوار ما تأثير الوباء على التجارة بين الصين ومصر؟ في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، قدم رئيسا البلدين شخصيا توجيهات بشأن مكافحة الوباء والتعاون في مختلف المجالات، وخالف التعاون الصيني المصري التوقعات وحقق إنجازات مُرضية. وفقًا للإحصاءات، في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020، بلغ الاستثمار الصيني المباشر في مصر 89.33 مليون دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 19.26٪. واعتبارًا من نهاية نوفمبر 2020، استثمرت الصين أكثر من 7.7 مليار دولار أمريكي في مصر، مما وفر فرص عمل لما يقرب من 40 ألف شخص، ودرب 2000 متخصص في مصر في أقل من خمس سنوات. لم يحرز الجانبان تقدمًا قويًا في التعاون المهم فقط، مثل منطقة الأعمال التجارية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، والقطار الخفيف بمدينة العاشر من رمضان، والمنتجات الزراعية المصرية المُصدرة إلى الصين، ولكنهما حققا أيضًا إنجازات جديدة في المختبرات المشتركة، وورش عمل لوبان، والتدريب عبر الإنترنت لمواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعلم الآثار المشترك. وأنتج ذلك توقيع الصين ومصر اتفاقية لدمج تدريس اللغة الصينية في نظام التعليم الابتدائي والثانوي المصري. كانت الأنشطة عبر الإنترنت للمركز الثقافي الصيني في القاهرة رائعة، مما زاد من تعزيز الصداقة بين شعبي الصين ومصر. وفي عام 2021، ستحتفل الصين ومصر بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية. الصين على استعداد للعمل مع مصر لمواصلة تنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه قادة البلدين، وتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة ما هي آخر التطورات في التعاون الطبي الأخير بين البلدين؟ منذ اندلاع جائحة فيروس كورونا المستجد، ساعدت حكومة وشعب الصين ومصر بعضهما البعض وتقاسما السراء والضراء، وكتبتا معًا قصيدة مؤثرة عن الوحدة في مكافحة الوباء. بعد تفشي المرض في الصين، أرسل الرئيس السيسي على الفور رسالة إلى الرئيس شي جينبينغ وأرسل إمدادات لمكافحة الوباء. في أوائل مارس، أرسل الرئيس السيسي وزيرة الصحة والسكان المصرية بشكل خاص كمبعوث خاص لزيارة الصين مع الدفعة الثانية من الإمدادات، وكان هذا أيضًا أول وزير للصحة أجنبي يزور الصين بعد تفشي الوباء في الصين. وبعد تفشي المرض في مصر، زودت الصين مصر بأربع دفعات من المواد المضادة للوباء، وأحدث نسخة من خطة الوقاية من الوباء ومكافحته، وخطة التشخيص والعلاج، وعقد خبراء من البلدين 9 مؤتمرات عبر الفيديوكونفرانس إن الصين على استعداد لمواصلة تعزيز التعاون مع مصر في مجالات التعاون النظير في المستشفيات، والبحث والتطوير للقاح فيروس كورونا المستجد، والطب التقليدي، للتكاتف في الاستجابة لجائحة فيروس كورونا المستجد وبناء مجتمع صحي بين الصين ومصر، والحفاظ بشكل مشترك على الأمن الصحي العالمي. كيف تقيم جهود مصر لمكافحة الوباء؟ كيف تقيم خطة الإصلاح الاقتصادي في مصر وتوقعات المؤسسات المالية الدولية للاقتصاد المصري؟ الأخبار السارة تأتي من مصر مؤخرًا دون توقف. وقال الرئيس السيسي إن خطة مصر للإصلاح الاقتصادي القوية ساعدت في تخفيف الأثر السلبي للجائحة، حيث تجاوز معدل النمو الاقتصادي في مصر هذا العام 3.6٪، لتحتل المرتبة الأولى في إفريقيا والثانية في المنطقة العربية في جذب الاستثمار الأجنبي. يثمن البنك الدولي إجراءات الإصلاح الاقتصادي المصرية ويرى أن الإصلاح الاقتصادي المصري هو نجاح. وبحسب معطيات مصرية رسمية، انخفض معدل الفقر في مصر لأول مرة منذ عام 2000. أود أن أتقدم بأحر التهاني لمصر على إنجازاتها الطبية في التنمية الوطنية والبناء. في الوقت نفسه، وفي مواجهة الموجة الثانية من الجائحة، عززت الحكومة المصرية باستمرار إجراءات الوقاية والسيطرة. أعتقد أنه في ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، سيتغلب الشعب المصري بالتأكيد على الوباء وسيحقق إنجازات جديدة وأكبر في قضية البناء الوطني. كيف ترى جهود مصر الأخيرة لحل الخلافات السياسية الدولية سلميا؟ بعد الاكتشافات الأثرية الأخيرة في مصر.. كيف يمكن أن تتعاون البلدين في زيادة عدد السياح الصينيين إلى مصر وفي مجال الكشف الأثري؟ مصر دولة سياحية كبيرة ذات موارد سياحية غنية. السياحة هي إحدى الصناعات الأساسية في مصر، كما أن التعاون السياحي جزء مهم من التعاون العملي بين الصين ومصر. قبل اندلاع المرض، تجاوز متوسط معدل النمو السنوي لعدد السياح الصينيين إلى مصر 30٪، وهو معدل نمو مثير للإعجاب للغاية، تجاوز بكثير معدل النمو الإجمالي للسياح الصينيين المتجهين إلى الخارج، مما يدل على الإمكانات الهائلة للتعاون السياحي بين الصين ومصر. في عام 2020، حققت مصر على التوالي اكتشافات أثرية كبيرة، والتي جذبت اهتمامًا كبيرًا من الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشعب الصيني، ويعتقد أنها ستجذب المزيد من السياح إلى مصر بعد الوباء. قبل أيام قليلة، زار مستشار الدولة وزير الخارجية وانج يي خمس دول إفريقية.. تُرى ماهو الغرض الرئيسي من هذه الزيارة؟ إن زيارة مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الدول الإفريقية الخمس هذه المرة تكمّل التقليد الرائع لزيارة وزير الخارجية الصيني إلى إفريقيا لأول مرة منذ عام 1991، وتعكس أهمية الصين الكبيرة في تنمية العلاقات الصينية الإفريقية. منذ اندلاع جائحة فيروس كورونا المستجد، اتحدت الصين وأفريقيا وتكاتفتا لمكافحة الوباء، مما يدل على الأخوة العميقة بينهما. تُظهر هذه الزيارة أيضًا رغبة الصين الصادقة وتصميمها الراسخ على تعميق العلاقات الودية مع الدول الإفريقية في فترة ما بعد الوباء. في عام 2020، كانت المحطة الأول لمستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانج يي هي مصر، مما يرسل إشارة إيجابية بأن الصين تولي أهمية كبيرة للعلاقات الصينية المصرية. والتقت الهيئة الملكية خلال الزيارة بالرئيس السيسي وعقدت جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي خارجية البلدين مع وزير الخارجية شكري، تركزت على تنسيق تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز البناء المشترك ل "الحزام والطريق" مع "رؤية مصر 2030". إن تعزيز التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية يعادل تبادلًا معمقًا لوجهات النظر مع مصر. واتفق الجانبان على رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى مستوى جديد. يصادف عام 2021 الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والسنة الأولى من "الخطة الخمسية الرابعة عشرة". ستشرع الصين في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة وتخطو خطوات نحو الهدف المئوي الثاني. بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الدبلوماسية الصينية تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب وفي جوهرها الرئيس شي جين بينج، ستضع في اعتبارها المهمة الأصلية المتمثلة في البحث عن السعادة للشعب الصيني والمساهمة في تقدم البشرية، ودائمًا ما ترفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز للجميع. اتبع بثبات طريق التنمية السلمية، والتعاون بإخلاص مع الدول الأخرى، وتعزيز العصر الجديد لدبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية بشكل شامل، والسعي لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية، ومواصلة تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.