يظل محمد صلاح ملهما للكثير حول العالم بعد مسيرة ناجحة حافلة بالإنجازات التى لم يستطع أى لاعب مصرى أو عربى أن يحققها. نحن أمام رحلة كفاح بدأت من إحدى قرى الغربية «نجريج» التى كانت بمثابة نقطة تحول ومحط أنظار العالم كله أثناء زيارتى لها العام الماضي، حيث التقيت مكتشفه رضا مسعود منذ نشأته، ويومها أخبرنى بأنه أكتشف «مو» من خلال عمه مدير المدرسة الذى قرر أن يضمه إلى الفريق من أجل المشاركة فى دورى المدارس، حيث صعد فريقه إلى دورى بيبسى للمدارس، فكانت المحطة الأولى فى اكتشاف صلاح. بعد ذلك تعاقد نادى «عثماثون» مع «صلاح بعشرة آلاف جنيه، وخلال مباراة الفريق مع فريق المقاولون العرب لفت صلاح الأنظار فخطفه المقاولون، ورغم الفرحة بهذه النقلة كانت معاناة صلاح شديدة، حيث كان يسافر كل يوم من أجل أن يحقق حلم اللعب فى الدورى الممتاز، وبعد فترة قصيرة شارك صلاح ضمن منتخب الشباب، فكانت نقطة تحوُّل أخرى، فأثناء مشاركة المنتخب فى معسكر بسويسرا لعبوا مباراة ودية مع فريق «بازل» ويومها لم يبدأ صلاح المباراة، وبعد إشراكه فى الشوط الثانى أحرز هدفين، فطلب بازل بقاءه لقضاء فترة معايشة مع إمكانية التعاقد، وبالفعل تعاقد عليه بمليونى يورو على أن يستفيد نادى المقاولون العرب بحصة بيعه لأى ناد آخر. وأصبح صلاح هداف بازل السويسري، حتى كانت المباراة الفاصلة فى مسيرته الاحترافية بعد أن لعب فى دورى أوروبا، حيث قابل فريقه فريق توتنهام هوتسبير، وسجل هدفا أقصى المنافس عن البطولة، وبعدها أحرز هدفا فى شباك تشيلسي، ولكن لم يصمد أمام بطل إنجلترا وخرج «بازل» من بطولة أوروبا، غير أن صلاح أصبح محط أنظار العالم، فضمه مدرب تشيلسى جوزيه مورينيو إلى صفوف الفريق بعد صراع دام شهرين مع نادى ليڨربول الذى يلعب له صلاح حاليا، ليكون أول مصرى يلعب فى صفوف «تشيلسي». أزمات عابرة تعرض صلاح فى تلك الفترة إلى بعض المشكلات، حيث لم يكمل تعليمه فى مصر وأصبح مطلوبا لأداء الخدمة العسكرية، حتى تدخل مدرب المنتخب شوقى غريب ورفع الأمر إلى رئيس الوزراء آنذاك، وبالفعل تم إنهاء المشكلة وبعدها قرر صلاح الرحيل عن تشيلسى إلى نادى «ڨيورنتينا» الإيطالى على سبيل الإعارة، ثم صار نجما ساطعا فى دورى «الأتزوري» بعد أن حقق العديد من الإنجازات سواء على المستوى المحلى أو على مستوى بطولة أوروبا بعد أن أخرج «توتنهام» من البطولة، ليقرر الانتقال إلى أندية القمة فى الدورى الإيطالى «روما» بعد معركة عنيفة دارت فى الصحف الإيطالية حول أحقية «ڨيورنتينا» فى شرائه، ولكن حكمت المحكمة الرياضية بأحقية روما فيه، فلعب إلى جوار النجم توتى أحد أبرز نجوم الكرة العالمية، ولعب صلاح موسما أكثر من رائع حتى صار هداف الدورى ب14 هدفاً، كما شارك فى دورى أبطال أوروبا، وأحرز هدفا وحيدا لكنه صنع ستة أهداف، ولعب صلاح أيضا أمام الأندية الأوروبية الكبرى مثل برشلونة وريال مدريد الإسبانيين. أرقام قياسية فى موسم 2016 اشتراه روما من تشيلسى مقابل 15 مليون يورو، وكان موسم«2016–2017»من أفضل مواسم صلاح حيث استطاع إحراز 19 هدفا، منها 15 فى الدورى الإيطالى وهدفان فى كأس إيطاليا وهدفان فى الدورى الأوروبى فى مرمى نادى ليون الفرنسي، وبذلك احتل المركز الثانى فى قائمة هدافى ناديه بعد إيدين دچيكو الذى نجح فى إحراز 39 هدفا. وكان عام 2017 هو عام التألق فى مسيرة صلاح، حيث نجح ليڨربول الإنجليزى فى التعاقد معه بقيمة 45 مليون يورو مع تقديم 8 ملايين يورو ضمن لائحة الحوافز، وارتدى صلاح القميص 11 بعد أن تنازل عنه زميله البرازيلى فورمينيو، وهو الرقم الذى يمثل تميمة الحظ لصلاح حيث صار أكثر لاعب إفريقى تسجيلًا للأهداف فى موسم واحد بالدورى الإنجليزى برصيد 32 هدفًا، متخطيا النجم الإيڨوارى ديدييه دروجبا. كما نجح فى أن يصبح أكثر لاعب يسجل فى عدد مختلف من المباريات فى الموسم فى تاريخ الدورى الإنجليزى برصيد 24 مباراة؛ متخطيا الهولندى روبن ڨان بيرسى الذى سجل فى 21 مباراة مختلفة مع نادى أرسنال، والبرتغالى كريستيانو رونالدو الذى حقق الرقم نفسه مع مانشستر يونايتد، ونجح صلاح أيضًا فى تحقيق العديد من الأرقام القياسية الأخرى فى هذا الموسم ومنها أنه أصبح أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف بالقدم اليسرى فى موسم واحد فى تاريخ الدورى الإنجليزي، وهو ثانى أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف فى موسم واحد مع ليڨربول عبر التاريخ برصيد 44 هدفًا بعد أسطورة النادى أيان راش الذى سجل 47 هدفًا، وهو أيضا أكثر اللاعبين تسجيلًا مع ليڨربول فى موسمه الأول. موسم للتألق كان موسم 2018/ 2019 هو موسم النجاح والتألق لصلاح؛ فقد كانت بداية قوية له فى الدور الإنجليزي، ونافس مع فريقه حتى الرمق الأخير على بطولة الدوري، التى فاز بها مانشستر سيتى بفارق نقطة وحيدة، ولكن فى ذلك العام حقق صلاح بطولة دورى أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وجائزة أفضل لاعب فى كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي، ولقب هداف الدورى الإنجليزى للعام الثانى على التوالي، ولقب أحسن لاعب فى أفريقيا لموسمين متتاليين، وهو ما لم يحققه أحد فى تاريخ كرة القدم المصرية والعربية حتى الآن، ولقب صلاح ب «فخر العرب»، وفى العام الذى يليه حصل على بطولة الدورى الإنجليزي، بعد غياب ليڨربول عن البطولة لأكثر من 20 عاما، وفى هذا الموسم يتصدر النادى الدورى المحلى برصيد 32 نقطة، كما يتصدر صلاح ترتيب الهدافين برصيد 13 هدفا، وتصدر فريقه ترتيب مجموعته فى دورى أبطال أوروبا.. كما هدد صلاح عرش رونالدو وميسى فى الحصول على جائزة أحسن لاعب فى العالم فى نسختها الأخيرة، والتى فاز بها رونالدو، بينما حل صلاح ثالثا. ونختم بمغازلة ريال مدريد له من أجل ضمه، لكن رئيس النادى الأهلى وأيقونة الكرة المصرية العربية محمود الخطيب، نصحه قائلاً «الله منحك يا صلاح موهبة كبيرة فحافظ عليها ولا تركز فى شيء آخر» وذلك بعد أن ألمح لاعب النادى الأهلى السابق محمد أبوتريكة إلى أن صلاح غاضب بسبب عدم تقليده شارة القيادة.