أحمد عبدالتواب انظر إلى عقلية هذا الزوج، فقد تعصّب على زوجته فى خلاف بينهما، وضربها وشتمها، وعندما ردّت بشتمه بالمثل، زاد فى امتهان كرامتها، فتركت بيت الزوجية إلى أهلها، فإذا به يتصل بأبيها ليشكوها! واعترف بأنه بادر بشتمها ولكنه يرى أن ردّها عليه يدلّ على عدم احترامها له! ورجاءً لا تتوقف عند تجاهله، أو جهله، بتناقضه بأنه هو الذى بدأ بعدم احترامها، لأن الواضح أنه لا يعتبر أن فعله المتطابِق ينتقص بالمثل من احترامه لها، والأهم أنه مُوقِن فى نفسه بحقه فى التجاوز معها إلى حد الضرب والشتم، ولا يرى فى هذا انتهاكاً لحقوقها، بل إنه لا يعتذر عما فعل، ولا حتى يبرره لأبيها، بل إنه يفترض أن الآخرين يوافقونه على منطقه وفعله!! المؤسف أن أصحاب هذه العقلية ليسوا قليلين، وبعضهم يستمد ادعاء استحقاقه بالعدوان الهمجى على المرأة، حتى إذا كانت زوجته أم أولاده، من بعض التأويلات الدينية التى تسود لدى البعض، والأخطر أنها مفاهيم عابرة للفئات الاجتماعية والثقافية، حيث تجد حالات مشابهة فى كل الفئات! وإذا كانت صاحبة هذه القضية رفضت العدوان عليها وأخذت موقفاً تعلن به رفضها، كما شرَحت بنفسها فى أحد المواقع على فيس بوك، فإن هناك كثيرات يُجبرَن على الإذعان والاستمرار فى هذه المهانة، ولبعضهن العذر القهرى بعدم قدرتهن مادياً على تحمل تبعات محاولتهن ردّ اعتبارهن، مما يجعلهن يتجنبن الرد تفادياً لما هو أسوأ، خاصة إذا كان لديهن أطفال. ولكن الخطر الأكبر أن بعض النساء، برغم تضررهن، إلا أنهن يتساهلن فى حق أنفسهن لأنهن يرين أن تطاول الأزواج على زوجاتهم أمر شائع! فيترتب على هذا الموقف السلبى أن يتشجع الزوج على الاستمرار، لتتفشى الظاهرة أكثر! حل الموضوع لن يكون بالاكتفاء بإدانة هذه العقلية، وإنما بعمل شامل جماعى يدرك أن بلوغ الأهداف ليس سهلاً ولا قريباً، يبدأ بالبحث فى أسباب تشكل هذه العقلية منذ الطفولة، مع العمل على توعية النساء وتوفير الظروف التى توفر لهن حلولاً عملية للحماية من التبعات.