لا يعدم القيادى الإخوانى الهارب وليد شرابي، نائب الرئيس لما يسمى بالمجلس الثورى المصرى الذى شكلته الجماعة فى إسطنبول، بعد شهور قليلة من ثورة 30 يونيو حيلة إلا ويوجه سهامه المسمومة إلى مصر، عبر سلسلة من الشائعات والأباطيل، لا يخلو منها حسابه على تويتر، حتى يخال المرء أنه لا يترك هاتفه إلا قليلا، وأنه نذر نفسه، وجوقة أخرى من العصابة الهاربة الى تركيا، للتعريض بمصر ونظامها السياسي، على سبيل كسب العيش والارتزاق، وهى حيلة لا ينكرها كثيرون، ممن هربوا الى بلاد الترك، بعد سقوط دولة الوهم التى أسسها الإخوان، قبل أن تدهمها سنابك المصريين، لتعيد بالجماعة ودراويشها الى أقبية التاريخ من جديد. غير أن تغريدات شرابى لا تخلو أيضا من كوميديا سوداء، تبعث على السخرية، بقدر ما تثير الرثاء، وقد وقع القاضى السابق فى الفخ قبل أيام، ليسجل فضيحة جديدة، تكشف بوضوح، من الذى يقف وراء تلك الجوقة من المنتفعين، التى تغرد على مدار الساعة من تركيا، وتملأ فضاءات الإنترنت صراخا وجعجعة، فلم تمض سوى ساعات معدودة، على التغريدة التى سجلها على تويتر، يسخر فيها من وصول الشحنة الأولى للقاح كورونا إلى مصر، حتى فاجأ متابعيه باعتذار واجب، على تغريدته التى تشكك فى قدرة اللقاح الصيني، مشيرا الى أنه تواصل مع أحد الأطباء المتميزين، وأن الأخير أوضح له أن دولا عديدة اعتمدت نفس اللقاح، ومن بينها تركيا، لذا فإن الاعتذار يصبح واجبا، لعدم درايتى بالأصلح للناس فى هذا الشأن. والمؤكد أن القصة لا تتعلق بما ينفع الناس ولا يحزنون، لكن شرابى نسى فى غمرة حماسه، أن تركيا سبق أن أعلنت قبل نحو شهرين، تعاقدها على شراء 50 مليون جرعة من نفس العقار الذى تنتجه شركة سينوفارم الصينية، باعتباره واحدا من أهم اللقاحات التى أثبتت التجارب السريرية أنها آمنة وفعالة.! تراجع وليد شرابى عن تغريدته، وعلى نفس النهج سارت منصات الجماعة الإعلامية، فابتلعت لسانها فجأة، والعجب كل العجب أن يلتقط قطاع غير قليل من المصريين مثل تلك السخافات، ويشرعون فى ترديدها مثل الببغاوات، للتشكيك فى اللقاح الجديد، رغم أن طبيبا كبيرا مثل الدكتور هانى راجى، الاستشارى المرموق بالمعهد القومى للقلب، كتب صراحة أنه سوف يحصل على اللقاح، فور أن تتاح له الفرصة، لأنه ببساطة يثق فى إمكانات هيئة المصل واللقاح، ولجان مراجعة الموافقة على استعمال الأدوية فى مصر، وفى تطعيمات وزارة الصحة، وإدارة الصيدلة، وهذا الجيش الجرار من الخبراء المصريين الذين يفحصون كل كبيرة وصغيرة فى كفاءة، مؤكدا أن اللقاح تمت تجربته فى مصر، فى إطار دراسة سريرية محكمة.. والشائعات دائما ما تدحضها الحقائق، لكن من يقرأ ويفهم؟.