37% من النساء اللاتى سبق لهن الزواج تعرضن للعنف، و42% من الفتيات تحت سن العشرين تعرضن للعنف من الاب أو الاخ أو احد الاقارب. أرقام صادمة تصدر سنويا عن الجهات الرسمية والجمعيات المهتمة بملف العنف فى مصر لكن التقليب فى صفحاته صادم أكثر، وحكايات المعنفات فيها ما لا قد يصدقه العقل ولا تقبله الانسانية، ومنها حكاية «ميرنا» البالغة من العمر 23 عاما والتى توجهت إلى عيادة النساء والتوليد بعد زواجها مثل أى امرأة حامل وعلمت أنها حامل فى بنت، ورغم أنه حملها الأول إلا أن زوجها يهددها بالطلاق و الزواج باخرى إذا كان الحمل فى بنت فهو وعائلته مقتنعون أن الطفل الأول لابد أن يكون صبيا وأن من تبدأ خلفتها بالبنات تصبح أما للبنات، وتقول خرجت من العيادة ولا أعرف كيف سأبلغه الخبر ولما أخبرته انهال على بالضرب وطردنى من المنزل وقضيت فترة حملى فى منزل أهلى، وعندما تدخل أولاد الحلال للصلح اشترط الزوج إجراء عملية تعقيم لها بربط الانابيب كى لا تنجب مزيدا من البنات ولانه قرر الزواج باخرى ولا يريدها أن تنجب مرة اخرى وافقت، وكما تقول ظروفى الاقتصادية وظروف اهلى لا تسمح بالطلاق وعدت إلى بيت زوجى مرة اخرى وتحسنت معاملته لفترة ثم عاد ينهال عليها بالضرب واخيرا تزوج. جاءت ميرنا إلى «العيادة الآمنة» بمستشفى قصر العينى التى تم افتتاحها مؤخرا لإجراء جراحة فك الانابيب لتجرب حظها مرة أخرى فربما تنجب الذكر الموعود وتصبح «أم الولد». فاطمة معنفة أخرى حضرت إلى العيادة لتلقى الدعم النفسى وطلب المساعدة فهى تعمل ممرضة وتعيش فى معاناة يومية مع شقيقها الذى يعتدى عليها بالضرب يوميا وتقول: أحاول يوميا التعايش مع اللوائح والاوامر التى يفرضها على والتى لا تنتهى، حيث يمنعنى من ممارسة حقى الطبيعى باختيار ملابسي، وكذلك يفرض على ما ألبسه داخل البيت وإذا رفضت أى أمر له يقوم بضربى امام والدتى، ولكن للأسف ردها يقتلنى أيضا حيث تقول لى (عاجبك اللى حصل؟ استفزيت أخوك؟) على اعتبار أنه عصبى ويجب طاعته وهو المسئول عنا بعد وفاة والدى الذى كان لا يختلف كثيرا عن أسلوب اخى. تتشابه القصص وتختلف اسماء صاحباتها والمسكوت عنه أكثر من المروى لكنهن جميعا التقين فى أروقة العيادة الآمنة التى تم افتتاحها بمستشفى قصر العينى لمساعدة النساء المعنفات وتقديم الدعم الطبى والنفسى وللاسف فالمجتمع يتعامل مع الامر على طريقة «علقة تفوت ولا حد يموت» لكن الأثر الناتج لا تمحوه الايام ولا السنون، وكما يقول د.إيهاب سليمان رئيس قسم امراض النساء والتوليد والعقم بقصر العينى فالعيادة الآمنة تم انشاؤها بناء على بروتوكول التعاون بين جامعة القاهرة متمثلة فى قصر العينى والمجلس القومى للمرأة المجلس القومى للمرأة وبدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان فى مصر، حيث إن وجود العيادة داخل «قسم النساء والتوليد» يعطى المرأة الراحة النفسية ويشجعها على الكلام كما يتم تقديم الدعم الطبى لها والاحالة لجهات الدعم القانونى والنفسى والخدمات الاجتماعية إذا لزم الأمر، وكذلك تدريب الاطباء والهيئة المعاونة والبحث العلمى لخلق جيل من النساء الناجيات والمتعافيات من العنف خاصة بعد ارتفاع نسبة العنف ضد المرأة فى أزمة كورونا ويتم استقبال الحالات عن طريق الخط الساخن للمجلس القومى للمرأة أو بالحضور إلى العيادة جميع أيام الاسبوع ما عدا الجمعة من الساعة 9 ص إلى الساعة 4 م، ويتم تقديم الرعاية اللازمة والادوية مجانا بالاضافة إلى تدريب الطواقم الطبية للتعامل مع ضحايا العنف وتقديم الخدمة الآمنة لهن. وتوضح د.مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة التى شاركت فى افتتاح العيادة ان ثلث نساء العالم يتعرضن للعنف الجنسى أو الجسدى ومن خلال الدعم الذى نتلقاه من صندوق الأممالمتحدة، فإننا نعمل على حشد القادة فى لجان حماية الطفل لنشر الأعراف المناسبة ومساعدة النساء لبناء قدراتهن ومساعدتهن لمواجهة العنف، وهنا لا يمكن تجاهل دور الإعلام للمساهمة فى تغيير النظرة التقليدية للمرأة وتقديم نماذج ايجابية بعيدة عن العنف الجسدى أو اللفظى فى الإعلام وكذلك المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ودورها فى إيجاد بيئة آمنة للنساء. وأشارت رئيس المجلس القومى للمرأة إلى أن افتتاح وحدة الاستجابة الطبية للتعامل مع المعنفات جاءت ضمن الحملة العالمية 16 يوما من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة ، التى يطلقها المجلس كل عام مؤكدة أن المجلس يولى اهتماما كبيرا بمناهضة العنف ضد المرأة . نقلا عن صحيفة الأهرام